اللجوء السياسي .. متى يحق للشخص طلب اللجوء؟ وماهي أبرز شروطه؟ (دليل شامل)

اللجوء السياسي .. العديد من الأشخاص لديهم خلط كبير في مفهوم اللجوء، حيث يعتبرون أن كل شخص طلب اللجوء الى دولة ما فهو لاجئ سياسي.

غير أن هذا الفهم هو فهم غير دقيق لمصطلح اللجوء، لأن اللجوء بصفة عامة يعطى لأسباب كثيرة وليس لأسباب سياسية فقط.

ونحن في هذا المقال سنتحدث عن اللجوء السياسي ونعرفه لكم بشكل جيد، كما سنتكلم عن شروطه ومتى يمكن للشخص أن يتقدم بطلبه.

تعريف اللجوء السياسي :

كما هو واضح من التسمية فإن اللجوء السياسي هو طلب الشخص للحماية واللجوء والعيش في بلد ما بسبب خلفيته السياسية.

وهنا يجب أن نركز على 3 أشياء مهمة هي:

فاللاجئ السياسي إن لم تتوفر له هذه الثلاث أشياء فلا يمكن أن نقول عليه لاجئ سياسي.

1_ الحماية:

الحماية تعني أن الدولة التي تقبل اللجوء السياسي لشخص ما يجب أن تفر له الحماية من القتل أو الاغتيال أو الاختطاف…

حيث أنه يكون على مسؤوليتها، لذلك فطلب اللجوء السياسي ليس بالأمر السهل على الدول قبوله.

لذلك نجدها تفرض اجراءات صارمة لقبول هذا النوع من اللجوء.

2_ اللجوء:

يجب أن تقبل الدولة لجوء الشخص عندها حتى توفر له الحماية، حيث لا يمكن أن يكون تحت حمايتها وهو غير موجود على أراضيها.

3_ العيش:

قبول طلب اللجوء السياسي لشخص ما وتوفير الحماية له يجب أن يكون مرفوقا بتراخيض للاقامة وسبل العيش حتى يضمن حياة كريمة.

متى يمكن للشخص طلب اللجوء السياسي ؟

يمكن للشخص طلب اللجوء السياسي عندما يكون معرضا للخطر في بلده بسبب:

ولفهم الأمر أكثر سنقدم لكم مثالا.

خالد معارض سياسي يعارض سياسة بلده المخالفة لحقوق الانسان، كان يكتب مقالات أو يوثق فيديوهات حول خرق بلده لحقوق الانسان.

النظام السياسي قام باعتقال خالد أو صدرت في حقه مذكرة اعتقال بسبب انشطته المعارضة للحكومة.

خالد مشهور بين أفراد مجتمعه بأنشطته المعارضة. وكان يخشى على نفسه من الاعتقالات أو التعذيب أو المضايقة بسبب ما يقوم به.

كل هاته الحالات تسمح لخالد بطلب اللجوء السياسي الى كندا أو  السويد أو فرنسا أو اسبانيا أو المانيا… أو  أي بلد شاء.

شريطة أن يطلب اللجوء داخل تراب هذا البلد الذي ينوي اللجوء اليه.

كما يجب أن يوفر كل الاثباتات الي تدل على أن عودته الى بلده ستشكل خطرا عليه.

مثال آخر:

سامي طيار في الجيش السعودي قرر عدم المشاركة في الحرب ضد الشعب اليمني ورفض قصف المواطنين اليمنيين.

قراره هذا سيجر عليه الويلات من طرف سلطات بلده وسيتهمونه بالتخوين هذا الأمر الذي قد يعرضه لعقوبة الاعدام أو السجن لفترات طويلة.

وفي أحسن الأحوال سيتهمونه بعصيان الأوامر وبذلك ستتم معاقبته بأشد العقوبات.

في هاته الحالة يمكن لسامي طلب اللجوء السياسي في بريطانيا أو طلب اللجوء السياسي في امريكا أو في أي بلد يرغب فيه

ماهو الفرق بين اللجوء السياسي والانساني ؟

هذا السؤال جد مهم حيث أن أغلب الناس لا يفرقون بين اللجوء السياسي واللجوء الانساني.

كما أشرنا فالشخص الذي يطلب اللجوء السياسي يجب أن توفر له الدولة المستقبلة ثلاث حقوق ( الحماية، اللجوء، العيش)

لذلك فاللاجئ السياسي يطلب اللجوء لأنه شخص ملاحق لشخصه وبقاءه في بلده يعرضه للقتل أو التعذيب أو التنكيل بسبب.

أما اللجوء الانساني فهو لجوء يطلب fموجبه الشخص اللجوء والعيش فقط في بلد ما دون شرط الحماية.

تذكر أن اللاجئ السياسي يطلب الحماية واللجوء والعيش.

أما اللاجئ الانساني فيطلب اللجوء والعيش فقط.

وكمثال على الحالات التي يمكن أن يطلب فيها الشخص اللجوء الانساني نقدم:

محمد مواطن سوري يعيش في حمص، فر من بلده لأن هناك حرب دائرة بين الفصائل المسلحة والنظام.

القصف يكون عشوائي لذلك هو يخشى على نفسه من أن يقتل بسبب هذا القصف.

في هاته الحالة فهو تتوفر فيه شروط اللجوء الانساني ، وبذلك يستطيع أن يطلب اللجوء في أوروبا مثلا لأسباب انسانية

من الأفضل، اللجوء السياسي أو اللجوء الانساني ؟

طلب احد انواع اللجوء يكون رهينا بحالة الشخص

فالشخص الذي يحتاج الى الحماية ويخاف أن يتم قتله أو اغتياله أو اختطافه حتى ولو كان خارج بلده كما حصل للكاتب الصحفي ” جمال خاشقجي ” فمن الأفضل له أن يطلب اللجوء السياسي حتى يتم حمايته.

أما الشخص الذي يفر من بلده بسبب الحرب أو انعدام الأمن، وليس متابعا في شخصه فيمكنه طلب اللجوء الانساني، حيث أنه لا يخشى من القتل أو التعذيب، بل يريد الاطمئنان وراحة البال فقط.

سلبيات وايجابيات اللجوء الانساني:

سلبيات وايجابيات اللجوء السياسي:

انواع اللجوء الممكنة التي يمكن أن يطلبها الشخص:

حسب اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين لسنة 1951 فإنه تم تعريف اللاجئ أو الشخص الذي يطلب الحماية من دولة ما بحسب الشروط المتوفرة فيه.

فماهي شروط طلب اللجوء الى أي دولة ترغب في الإحتماء فيها؟

لكي يستطيع أي شخص طلب اللجوء في أي دولة فيجب أن تتوفر فيه إحدى الأشياء التي تجعل من مسألة بقائه سالما في بلده الأصلي شيئا مستحيلا وهي كالتالي:

1_ طلب اللجوء الانساني بسبب الحروب وانعدام الأمن:

من أكثر الأشياء التي تجعل الشخص يخرج من بلده هي الحروب.

من هنا نفتح قوسا لنقول لإخواننا السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين .. (الله معكم والله يرزقكم الأمن والأمان في بلدكم).

بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من الحروب في بلدانهم فيمكنهم بحسب اتفاقية جنيف أن يتقدموا لطلب اللجوء في اوروبا أو كندا أو امريكا… أو أي دولة يرغبون فيها.

لكن بشرط أن يكون طالب اللجوء متواجدا داخل أراضي الدولة التي يريد طلب اللجوء فيها أو عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

2_ طلب اللجوء السياسي بسبب معارضة النظام:

نعلم جميعا أن المعارضين السياسيين في جل البلدان العربية والشمال افريقية يكونون عرضة للإعتقالات والمضايقات بسبب أفكارهم السياسية المعارضة للنطام الحاكم.

معارضة النظام بشكل سلمي ( أي بعيدا عن الجماعات الإرهابية والمتطرفة ) ليس بجريمة.

حتى ولو كان هذا الأمر يعتبر في الدول العربية جريمة، فإن كندا ودول الإتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى ملزمة في إطار اتفاقيات حقوق الإنسان باستقبال هذا الشخص وتوفير الحماية له.

فمثلا هناك العديد من النشطاء السياسيين في السعودية يعارضون الحرب على اليمن ،أو يعارضون تجارة الأسلحة التي تنفق عليها الملايير، يعارضون القطيعة مع قطر، أو يعارضون تغول السلطات...

وفي مصر نفس الشيء وفي قطر وفي المغرب والجزائر…

كل هؤلاء يتم الزج بهم في السجون بسبب أنهم يعبرون عن أفكارهم المعارضة لما هو سائد في البلاد.

لذلك يمكن لأي مواطن عربي أن يتقدم باللجوء الى الدولة التي يريدها إذا كان معارضا لسياسة بلاده الداخلية أو الخارجية.

ويجب أن تكون معارضته لها بشكل سلمي ، بعيدا عن المعارضة المسلحة أو المبنية على أساس العنف.

ويشترط كذلك في هذا الأمر أن يكون طالب اللجوء داخل أراضي الدولة التي يرغب باللجوء فيها.

3_ طلب اللجوء الديني :

العديد من الشباب في الآونة الأخيرة أصبحوا يعبرون صراحة عن أفكار مخالفة للدين الرسمي في الدول الإسلامية.

كما يعبرون عن سخطهم لتوغل المؤسسة الدينية في جميع جنبات الحياة.

ويعارضون سيطرة رجال الدين والشيوخ ودعاة الوهابية والإخوان الذين يساهمون بأفكارهم وخطاباتهم في انتشار التطرف الديني بين أفراد المجتمع.

معارضة الأفكار الدينية في المجتمعات العربية -الإسلامية هو أمر مخالف للقانون وللأسف يلقى ذلك ترحابا من لدن أفراد المجتمع.

مما يجعل أصحابها عرضة للإعتقال والتعذيب والجلد أو تنفيذ فيهم أحكام الردة.

على العموم إذا كان الشاب العربي يحمل هاته الأفكار فيمكنه أن يتقدم بطلب اللجوء الى دولة تتقبل وتحترم حرية المعتقد.

طلب لجوئه هذا يعتبر ضمن اللجوء الديني

واللجوء الديني فيه أنواع مثل: اللجوء الديني للملحدين اللجوء الديني للاقليات الدينية كما يحصل لمسلمي بورما.

خلاصة عامة بشأن اللجوء

اللجوء الى أي دولة بصفة عامة يتطلب توافر هاته الأمور التي بسببها اضطر المواطن الخروج من بلده وهي عندما يكون يعاني في بلده:

إذا وجد الشخص أنه يعاني من الاضطهاد أو يخاف من القتل أو التعرض للتعذيب أو السجن أو أنه بالفعل تعرض للتعذيب والسجن أو المضايقة من طرف الدولة أو جماعات مسلحة أو مليشيات تابعة لجهة ما، أو ممن يفرضون السلطة تحت أمر الواقع في بقعة ما

فيمكنه طلب اللجوء السياسي أو الانساني أو الديني… بحسب حالته.

وحتى تكون قصته مقنعة أكثر فيجب أن يقدم أدلة واثباتات تشهد له أنه عانى أو يعاني من الأشياء المذكورة.

والاثباتات يمكن أن تكون من خلال الصور أو الفيديوهات أو قصاصات من جرائد أو التسجيلات الصوتية… التي توثق تعرضك للخطر أو الإضطهاد في بلدك…

Exit mobile version