اسعار تذاكر الطيران ستعرف ارتفاعا قد يتجاوز 50% بعد عودة الرحلات الجوية
اسعار تذاكر الطيران .. يبدو أن عودة الرحلات والأسفار سوف لن تكون على تلك الشاكلة التي عهدناها عليها قبل أزمة تفشي وباء كورونا في العالم، حيث أن هناك تغييرات كبرى ستهم اجراءات السفر من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر على اسعار الرحلات الجوية والتي يتوقع أن تتضاعف بنسب كبيرة.
في مقال سابق تحدثنا عن أهم اجراءات السفر الجديدة التي سيتم العمل بها بعد رفع حالة الإغلاق وفتح الحدود وعودة الرحلات.
اجراءات السفر للخارج بعد فتح الحدود ستعرف تغييرات كبيرة في عدة دول لتجنب عدوى كورونا
وفي هذا المقال سنتحدث عن تداعيات هذه الإجراءات التي من شأنها أن تؤثر بشكل مباشر في اسعار تذاكر الطيران استنادا لتحليلات ودراسات بعض المتخصصين والخبراء في مجال الرحلات الجوية.
توقعات بارتفاع اسعار تذاكر الطيران بعد عودة الرحلات:
بحسب صحيفة تلغراف البريطانية، فإنه من المتوقع أن ترتفع اسعار تذاكر الطيران بمجرد أن يتم السماح للناس بالسفر الى الخارج.
وأضافت الصحيفة أنه من المحتمل أن يتم منع شركات الطيران من ملء الطائرة بالركاب بشكل كامل، وذلك من أجل الإبقاء على مسافة آمنة بين الركاب.
وهذا الأمر سيؤثر بشكل مباشر على اسعار التذاكر التي ستعرف ارتفاعا بنسبة قد تصل الى 50% أو أكثر.
وفي مقابلة لقناة العربية مع “طارق نحلة” شريك المسؤول عن قطاع النقل والمدن الذكية في الشرق الأوسط لدى Deloitte
أشار المسؤول أن اسعار تذاكر الطيران ستعرف ارتفاعا بنسبة 50% لطائرات البدن النحيف.
و67% لطائرات البدن العريض في حال تطبيق إجراءات التباعد على الطائرة.
بعض الأسباب التي ستؤدي الى ارتفاع ثمن تذاكر الطيران :
من أكثر المؤشرات التي تدل على أن أسعار الرحلات الجوية ستعرف ارتفاعا كبيرا هي التدابير التي سيتحتم على شركات الطيران إجراؤها داخل الطائرة لتفادي انتشار فيروس كورونا.
وبهذا الخصوص نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تحذيرات من مسؤولين في قطاع الطيران بأن أيام تذاكر طيران مخفضة جدا لن تعود إذا اضطرت شركات الطيران لتطبيق اجراءات التباعد الجسدي بين الركاب.
الإفلاس أو رفع سعر تذكرة الطيران .. خياران أحلاهما مر:
اجراءات السفر الجديدة والتدابير التي سيكون على شركات الطيران العمل بها لتجنب تفشي وباء كورونا بين المسافرين
كلها عوامل ستؤثر بشكل مباشر وسلبي على عدد الرحلات اليومية، وعلى أعداد الركاب في الرحلة الواحدة.
ومنه فإن الشركات ستتكبد خسائر فادحة، ما يجعلها أمام خيارين إما الإعلان عن الإفلاس أو رفع أسعار التذاكر لموازنتها مع الخسائر.
ألكسندر دي جونياك، المدير العام لاتحاد النقل الجوي (IATA)
قال بأنه إذا أمرت حكومات الدول شركات الطيران بالزامية تبني التباعد الجسدي بين الركاب على متن الطائرة، فإن ثلث المقاعد ستبقى فارغة على الأقل.
وعليه فإن شركات الطيران ستكون مضطرة لمضاعفة أسعارها بنسبة 50% أو أكثر، أو ستعلن عن افلاسها.
وأضاف دي جونياك موضحا بحسب ما نشرته صحيفة اليوم السابع :
“إما أن تسافر بنفس السعر، وتبيع التذكرة بنفس متوسط السعر كما كان من قبل، وتخسر مبالغ هائلة من المال ما يجعل السفر أمرًا مستحيلاً لأي شركة طيران، خاصة طائرات التكلفة المنخفضة؛
أو يمكنك زيادة أسعار التذاكر بنسبة 50٪ على الأقل وحينها تستطيع التحليق بأقل ربح.
لذا فهذا يعني أنه إذا تم فرض التباعد الاجتماعي، على متن الطائرة فإن السفر الرخيص قد انتهى”.
انخفاض المنافسة سيؤدي الى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران:
يتوقع الخبراء أن قيود السفر التي عرفتها عدة دول خصوصا فيما يتعلق بالغاء الرحلات بسبب جائحة كورونا، والاجراءات التي سيكون على شركات الطيران تبنيها بعد عودة الرحلات.
كلها عوامل ستؤدي الى إعلان العديد من شركات الطيران عن إفلاسها.
فإذا كانت شركات الطيران الكبرى تعلن أنها ستقوم بتسريح موظفيها وأنها تعاني من نزيف مالي حاد وغير مسبوق
فكيف سيكون الأمر بالنسبة لشركات الطيران الصغرى؟
الخطوط الجوية القطرية أعلنت يوم الأربعاء 6 ماي 2020 أنها ستقوم بتسريح عددا كبيرا من وظفيها بسبب الصعوبات التي تواجهها نتيجة انهيار الطلب على السفر.
وقالت أنها مجبرة على التصرف بحسم لحماية مستقبل الشركة.
شركة فيرجين البريطانية للنقل الجوي، أعلنت أيضا يوم الثلاثاء أنها بصدد تسريح 3000 من موظفيها وإلغاء عملياتها في مطار غاتويك جنوبي لندن.
أما الشركة المصنعة للطائرات “إيرباص” فقد اشتكت من نزيف مالي حاد وغير مسبوق في تاريخ الطيران بسبب أزمة فيروس كورونا.
على العموم فإنه من المتوقع أن نشهد حالات إفلاس جماعية لعدة شركات طيران خلال الأشهر القادمة.
والنتيجة أن المنافسة ستقل بين الشركات المسيطرة على هذا المجال
وهو الأمر الذي قد يؤدي أيضا الى ارتفاع أسعار التذاكر في غياب عنصر التوازن بين العرض والطلب.