مواضيع مميزة

خدع اللغة العربية المحيرة

تعرف على فن التلاعب باللغة العربية في قصائد لم تكن تعلم بوجودها

لعل الجميع يرى في القصائد ذلك الكلام الموزون الذي يريد صاحبه أن يوصل رسالة يشعر بها من الداخل ولذلك كان الشعر شعورا . وقد يكون هذا الشعور واضحا في القصيدة بعد سماعها أو قراءتها مثل أشعار ” الحب ، الحرب ، الوطن ، السلام ، المدح ، الذم …

لكن هناك قصائد مغايرة للذي عرفناه جميعا ، ونلامس عبقرية أصحابها الفذة عندما نكتشف فحواها

على سبيل المثال : قصيدة ” لاسماعيل بن ابي بكر المقري ” التي عندما تطلع عليها بشكل عادي ستجد أنها قصيدة ” مدح ” عادية ، لكن بعد التمحيص ستجد أن هاته القصيدة يمكن أن تقرأ من اليسار الى اليمين وهي قصيدة ” ذم”

من اليمين إلى اليسار … (في المدح) :
طلبوا الذي نالوا فما حرموا **** رفعت فما حطت لهم رتب
وهبوا وما تمت لهم خلق **** سلموا فما أودى بهم عطب
جلبوا الذي نرضى فما كسدوا **** حمدت لهم شيم فما كسبوا
من اليسار إلى اليمين … (في الذم ) :
رتب لهم حطت فما رفعت **** حرموا فما نالوا الذي طلبوا
عطب بهم أودى فما سلموا **** خلق لهم تمت وما وهبوا
كسبوا فما شيم لهم حمدت **** كسدوا فما نرضى الذي جلبوا

كما أنه هناك نوع آخر غريب في قراءة القصيدة لعل أغلب الناس لم يطلعوا عليه وكمثال لذلك قصيدة تنسب ل “علي بن أبي طالب ”  ؛ هاته القصيدة يمكن أن تقرأ أفقيا وعموديا وتحافظ على نفس المعنى ونفس الوزن ونفس الكلمات .

ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــ ــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمـــــــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــال

لكن حلاوة اللغة العربية تكمن في هاته القصيدة التي تظهر أنها مدح ” لنوفل بن دارم ” لكن اذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول فقط ، ستكتشف أنها قصيدة هجو وذم

القصيدة كاملة : ويقصد منها المدح

إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجدته أظلم كل ظالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** بعرضه وسره المكاتم
لا يستحي من لوم كل لائم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إن لم يكن من قدم بقادم

الشطر الاول فقط : ويقصد منها الهجو :

إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدته أظلم كل ظالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم 

أما في هاته القصيدة ، فسنجد الحلاوة والطلاوة والذهاء والجمالية الكامنة في لغة الضاد . سنترككم لاكتشاف ذلك بأنفسكم وهي لمعلوماتكم قصيدة لمحمد بن علي الشوكاني يقول فيها

من خــــالفَتْ أقوالُـــه أفــــعالَـــــهُ 
تَحـَــوَّلتْ أفـــعالُــــه أفـــعـــى لَــه
من أظــهر السّرَّ الذي في صــدره 
لغــــيــرهِ وهـــالَـــهُ وهــــى لــــــه
من لم يكن لســـــانُه طـــوعاً لـه 
فترْكُـــــــهُ أقــــوالَـــه أقــــــوى لــه
ومن نـــــأى عن الحـــــرام طــالباً 
من رشــــــده حـــــلالَه حــــلا لـه
لا تشــــتغلْ بملبـــسٍ فكـــلُّ ذي 
فضـــــلٍ ترى أسـمالَه أسـمى له
من يطلبِ الشيءَ العظيمَ عاجزاً 
عن حـــــملِهِ ونــــــالَه ونــى لـــه
من لم يَـــذُدْ رقيــــبه عن مربــــعٍ 
يلقــــى بـــــــه غزالَـــــه غــــزا له
في راحــــةِ المــرءِ وفي ترويــــحِهِ 
فـــــــــؤادُه وبالُــــــه وبــــــــــا لـــه

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *