هل تعلم أن المغرب يصنف من الدول التي تعرضت لحادث نووي ؟

عندما نتحدث عن الحوادث النووية فإن أول مايتبادر الى ذهننا هي كارثة تشرنوبيل بأوكرانيا ، أو ناكازاكي باليابان ، لكن هناك حوادث نووية أخرى وقعت في أماكن عدة في العالم تاركة معها العديد من الضحايا .

المغرب هو الآخر لم يسلم من هاته الحوادث رغم أنه بلد لم يطور هذا النوع من الأنشطة ، لكن حصلت كارثة جعلته يصنف من الدول التي تعرضت لحادثة نووية .

في سنة 1986 و بإحدى الشركات الايطالية التي تعمل مع مصفاة البترول بالمحمدية سرق أحد الحراس احدى الأدوات المعدنية التي كانت تحتوي اشعاعا نوويا ، ظانا منه أنها ( الزواق) أو مادة الزئبق التي تبنى عليها عدة أساطير في المغرب . وأخذها الى بيته ، ثم وضعها في غرفة نومه فوق التلفاز .

مضت أيام واستشعر أقرباءه غيابه ، فقاموا بزيارته ، فوجدوه ميتا هو وزوجته وابناؤه ، وأم زوجته .

في البدء لم يعرف الأطباء سبب الوفاة ، لكن بعد زيارة المستشفى لأقرباء له اشتكوا من آلام بعد دخولهم منزل الهالك اكتشف طبيب بالصدفة أنهم يعانون من نفس الأعراض ، مما جعله يتساءل حول ما اذا كانوا قد تعرضوا لإشعاعات نووية . خصوصا بعد موت البعض منهم .

اتصل الطبيب بالدكتور ” المكي برادة ” نائب مدير المكتب الوطني للكهرباء والذي كان أول فيزيائي يتخصص في المجال النووي بالمغرب ، وأخبره بالأمر .

فحضر الدكتور ومعه وسائل الكشف ، وزار البيت ، فوجد أن هناك أشعة منبعثة بحوالي 100  متر قبل الوصول الى المنزل ، الشيء الذي أكد بتعرض هذه المنطقة الى اشعاعات نووية خطيرة ، جعلت فرنسا ترسل طائرة لفرقة خاصة ، تجلب معها كل الضحايا ،وكل من تعامل معهم بمن فيهم الطبيب وطاقمه الذين كانوا يعالجون المرضى وتم نقلهم الى فرنسا لعلاج البعض وكذا دراسة حالاتهم ، وتأثير الاشعاع في الجسم البشري .

وبذلك يكون المغرب من البلدان التي تعرضت لإشعاعات نووية رغم كونها من الدول التي لا تربطها بالصناعة النووية علاقة .

 

بسبب تكرر الحوادث قامت المنظمة الدولية للمعايير عام 2007 بإنشاء رمز خطر للأنشطة الإشعاعية. فالخلفية الحمراء تعني خطر مُلِح، ويُقصد بالعلامة هو أن تفكيك أو العبث بهذا الجهاز (الذي أُلصِقَ عليه رمز الخطر الإشعاعي) قد يُؤدي لمخاطر. وقد وُضِعَت هذه العلامة لتنبيه الناس وبالأخص بعض العاملين الذين تكون مهنتهم هي إصلاح أو تفكيك هذا الجهاز .