الهجرة الى ايطاليا

حيلة ذكية للسفر الى ايطاليا بدون أموال كثيرة وبدون سماسرة وبدون ركوب قوارب الموت (قصة حقيقية)

السفر الى ايطاليا ، أو الهجرة الى ايطاليا، أو العيش في ايطاليا، أليس هذا هو الحلم الذي يراود العديد من شباب أمتنا العربية والشمال افريقية؟

بطبيعة الحال مادمت تريد قراءة هذا المقال فأنت من الأشخاص الذين يريدون تحقيق حلمهم بالهجرة و السفر الى ايطاليا.

في هذا المقال سوف نقدم لكم قصة شاب تونسي (فضل عدم ذكر اسمه) استطاع بإلحاحه وبذكائه وفطنته أن يسافر الى ايطاليا بطريقة قانونية من دون أن يعطي أمواله للسماسرة أو لتجار البشر في قوارب الموت..

كل ماقام به هذا الشاب هو أن عرف كيف يستخدم عقله.. إليكم قصته ليستفيد منها الجميع.

السفر الى ايطاليا والعيش فيها الحلم الذي كان يكبر في يوم بعد يوم:

‎السلام عليكم من مدة و انا أتردد في سرد قصتي لكم ليستفيد منها الجميع و يمكن ان تكون مفتاح او طريقة جيدة للوصول الى أوروبا لأنني لم اجد من قام بها من قبل.

أنا تونسي و ككل الشباب العربي احلم بالهجرة الى أوروبا و منذ كنت في عمر 16 كنت أبحث عن أي طريقة للخروج الى أوروبا لان الوضع في تونس كل يوم يزداد سوء.

و لكني لم أكن اريد الخروج بسبب الفقر لأنه و الحمد الله كانت قدرتنا عادية في العيش كما نقول بلغتنا عياش.

ولكن سياسة الدولة و البوليس في تونس لم تتغير حتى بعد الثورة.

بل ساءت اكثر و كان الظلم و الرشوة و المعارف في كل القطاعات ولن تستطيع ايجاد عمل إلا اذا كان والدك لديه صديق يشتغل بمنصب جيد.

و لكن على العموم كنت مستور الحال و الحمدالله، و لكن هذه السياسة هي التي تركتني أفكر في الهجرة الى اوروبا وأنا في عمر 19.

كان لدي افراد من العائلة يعيشون في إيطاليا تحدثت معهم، وسألتهم إن كانت توجد طريقة للسفر الى إيطاليا.

فأجابني أحدهم بأن انتظر حتى أصل الى سن 18 و سوف يحصل لي على عقد عمل.

متى سأصل الى سن 18 لتحقيقي حلمي:

كنت أنتظر بفارغ الصبر سن 18 لأهاجر من الظلم و أعيش حياة المساواة في دولة الحق والقانون.

وبالرغم من أن الحرية موجودة في تونس بعد الثورة وتستطيع ان تقول ما تريد…

فإن سياسة الدولة الفاشلة والحرقة التي تأتيك وأنت تشاهد كيف أن ثروات بلادك تنهبها فرنسا بالمجان و اولاد بلادك في الفقر و الجوع حلت دون ذلك.

ومع وصولي الى سن 18 و في شهر فبراير كنت انتظر قريبي ليتصل بي و يطلب مني جواز سفري.

لكن ذلك لم يتم الى ان تم القبض علي من قبل الشرطة بتهمة الاساءة للغير عبر شبكة التواصل و اختراق و تخريب بيانات معلوماتية هههه

كل هذه التهم لأني اخترقت حساب فيسبوك فتاة كان والدها يشتغل بمنصب جيد فوجدت نفسي في ضيافة أقوى فرقة من الشرطة في تونس.

و من ثم الى السجن حيث حكم علي بشهرين نافذين.

الهجرة الى أوروبا أصبحت ضرورة ملحة بالنسبة لي:

بعد خروجي من السجن كان هناك شيء واحد في ذهني و هو الخروج من السجن الكبير تونس..

ولتكن الوجهة  الى اي دولة في العالم، الأهم هو الخروج من هذا البلد.

‎اتصلت مرة اخرى بقريبي فاخبرني ان قانون العقود فتح و لا يمكن الحصول على عقد و طلب مني ان انتظر عام آخر.

فأيقنت أنه يجب علي أن ابحث عن طريقة اخرى.

كانت الطريقة الوحيدة أمامي هي قوارب الموت و لكن كنت اريد ان أتركها كآخر حل.

حتى إذا لم أنجح في السفر الى ايطاليا بأي طريقة أخرى كنت سأتبع طريق القوارب أو الحرقة كما نسميها.

قضيت عدة أشهر و انا ابحث عن طريقة للخروج من تونس و لا جدوى، فقط أسمع ان هذا الشخص لديه كونطرا و الكل كلام فارغ.

كنت قد وفرت 5000 أورو يعني مايقارب 16 ألف دينار و لكن لحد تلك الساعة لم أجد الطريقة المناسبة للخروج.

كنت أعرف بعض الأصدقاء قاموا بشراء قارب و محرك.. كان عددهم 5 أشخاص، وعرضوا علي الذهاب معهم بالمجان.

لكنني رفضت، لأني كنت أضع خيار الحرقة كآخر خيار.

وقلت مع نفسي ” حسنا لتكن 2018 آخر عام أقضيه في تونس وسأبحث مرة أخرى عن طريقة للسفر من غير الحرقة، إن لم أجد سأقدم عليها “.

عدم اختياري للحرقة كأول اختيار لم يكن من باب أني أخاف البحر فأنا ابن مدينة بنزرت. وهي مدينة ساحلية ومنذ طفولتي وأنا أذهب للبحر.

وكما نقول بلغتنا “ولد بحر”. ولكن لا أفضل الحرقة لأسباب أخرى.

غير أني كنت مستعدا لاختيارها في حال أغلقت كل الأبواب في وجهي.

الحل بدأ يظهر في الأفق:

في احدى الأيام خطرت ببالي فكرة التقدم للحصول على فيزا سياحية، و قلت انها اخر فرصة لي يجب ان تكون بأحكام.

و الخدعة هي أن أتقدم أنا و والدي للفيزا.. و إن تحصلنا عليها هو يرجع الى تونس و انا أبقي في أوروبا.

(على فكرة والدي كان متقاعد ويمكنه الحصول على الفيزا السياحية)

تحدثت مع والدي في الموضوع و أقنعته انه يجب ان أغادر، و هذه الطريقة ممكن تكون هي الحل،

كانت الوجهة التي اخترتها هي إيطاليا لانه لدي اقرباء هناك.

اتصلت بالسفارة و استفسرت على الأوراق للتقدم على فيزا سياحية و من ثم شرعنا في جمع الأوراق و لكن كانت هناك مشكلة.

انا استفسرت على أني تلميذ و انا ادرس و ابي رجل متقاعد، ولكن في الحقيقة انا لم أكن ادرس ولست بتلميذ.

فقمت باحضار شهادة حضور لصديقي يدرس في الجامعة و قمت بتغيير الاسم و تاريخ الولادة.

و بعد جمع باقي الاوراق اتصلنا بالسفارة و حجزنا موعد و كان الموعد في مركز Alma viva

وهي شركة متعاقدة مع السفارة الإيطالية تستقبل طلبات الفيزا السياحية.

في يوم المقابلة:

المهم جاء يوم الموعد ذهبت أنا و ابي استقبلونا قدمنا جوازات السفر..

و من ثم اخذو ابي الى مكتب و انا الى مكتب اخر لأني لم أكن قاصرا فكل شخص يجب أن يكون بمفرده

أعطتني موظفة نموذج طلب الفيزا قمت بملئه و من ثم قدمت لها الملف.

كان كل خوفي من الورقة التي قمت بتدليسها، خفت ان ينكشف امرها و يتحطم الحلم.

بعد ان نظمت الاوراق اعطتهم لي و قالت لي ادخل الى هذا المكتب.

دخلت الى ذلك المكتب فوجدت رجلا لا يعرف الابتسامة و يحدق بي مطولا.

أعطيته الاوراق و كل خوفي كان من أن يكشف شهادة الحضور.

بدأ بفحص الاوراق و لم يتكلم ولو بحرف واحد الى أن وصل الى الورقة، ثم  مر عليها مرور الكرام.

وبعد لحظة عاد و سحبها من كل الاوراق و بدأ يسأل:

“أين تدرس و في اي صف و اسم الكلية ووو….”

كنت خائفا وظننت أن اكتشف أمري غير أني كنت أجيبه على كل سؤال لأني كنت حافظ كل ما في الورقة.

و بعد سؤاله مر الى باقي الاوراق و من ثم قال لي ضع بصمتك وضعت يدي و انا فرح بأن الملف مر منه بسلام

ثم أغلق الملف و قال لي سوف يتصلون بك و لم يسال اي سؤال لا على إيطاليا أو أين سأذهب.فقط سألني عن الدراسة.

الحمد لله مرت بسلام:

خرجت من المكتب فوجدت والدي ينتظرني حكيت له ماجرى و كان يضحك علي كيف كنت خائفا.

عدت الى المنزل والفرح والسرور يغمرني وأنا انتظر متى سيتصلون بي ليقدموا لي الفيزا الإيطالية

كنّا قد طلبنا 5 أيام لقضاء عطلة في ايطاليا، و كان من المقرر الذهاب يوم 20 مارس.

مر 20 يوما و لم يتصلوا بي، شعرت بأن حلمي بدأ ينهار .. لقد انتهى الامر و تم رفض الفيزا.

و في يوم 22 مارس 2018 اتصلو بي لأسترجع جواز سفري و استغليت مدة الانتظار في الدعاء لعل الله يفرجها

المهم ذهبت لأخذ جواز السفر اعطيته الوصل و دخلنا فسحب الرجل جواز السفر و فتحه فكانت الفيزا موجودة. في الجواز.

ههههه ضحكت و قلت لقد فعلتها اخذت الجواز و انا فرحان و لم اتحدث الى اي شخص على الفيزا فقط عائلتي.

واخير سأحقق حلمي بـ السفر الى ايطاليا :

قمنا بشراء تذاكر الطائرة و كان الذهاب بعد يومين و كانت الفيزا لمدة 10 ايّام اتصلنا بقريبي لتغيير موعد الحجز في النزل جاء يوم الذهاب و كل العائلة في عينيها الدموع.

ركبنا الطائرة و بعد ساعتين نزلت في مطار ميلانو كنا مقررين المكوث 8 ايّام .

كان بحوزتنا 800 اورو و لكن النزل غير خالص كنّا ننوي المكوث عند قريبنا وصلنا اعطينا الجوازات و حجز الفندق.

اتصل احد الموظفين بالفندق فاعلموه ان الحجز ليس مدفوعا، فسألنا كم معنا من المال فأجبته أن لدينا 800 يورو.

فقال لا يمكن الجلوس 8 ايّام و الفندق ليس محجوزا و لديكم فقط 800 اورو

فأخذنا الى مكتب للاتسجواب و من ثم قرروا ترحيلنا الى تونس لان المال لا يكفي لتغطية مدة الإقامة.

و قالو لنا ارجعو مع مال اكثر من هذا و مرحبا بكم.

لا تفقدوا الأمل في تحقيق أحلامكم:

بعد يوم تم إرجاعنا الى تونس فقمنا بإعادة حجز الطيران بعد يومين و قمنا بحجز فندق مدفوع و بمبلغ 1400 اورو و رجعنا و كان في ذهني كلمة واحدة داخل الى إيطاليا داخل هههه

بعد الوصول اعطينا جوازنا و حجز الفندق اتصل بالفندق فأخبروه بانه مدفوع سألنا عن المال فقلت له 1400 اورو و انا أقول في نفسي ماذا تريد اكثر من هذا.

اسطحبنا لنفس غرفة الاستجواب و طلب منا الانتظار بعد 5 دقايق اعطانا الجواز و الحجوزات و قال لنا ادخلو

هههههه نعم لقد نجحت  في السفر الى ايطاليا ووجدت قريبي ينتطرني هههه نجحت الخطة دون مبلغ كبير أو سماسرة او اي شيء.

فقط الله سهل لي بأن أصل الى أوروبا و الآن انا في إيطاليا و مهاجر غير قانوني.

وفِي اي لحظة يمكن القبض علي حتي مع كتابة هذه القصة.

و لكن التونسي و الدزيري و المغربي ماتخافش عليه في الغربة يتصرف و يعيش.

أرجو ان تستفيدو من قصتي و طريقة حصولي على الفيزا.

و حتى ان تحصلت عليها ليس انك انهيت المهمة المهمة تنتهي عند الدخول الى البلد.

و الان ربي يفرج نسوي وضعيتنا حتى مع الوزير الجديد سالفيني و كرهه للتوانسة و الحراقة و لكن هناك رب معنا.

لا تفقدو الأمل اخواني و حاولو بكل الطرق الهربة الهربة و السلام عليكم.

تنبيه: القصة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي موقع أمجد ونخلي مسؤوليتنا عن أي سوء استعمال لتجربة هذا الشاب

لمن أراد أن يشاركنا بقصته في الغربة فليراسلنا على صفحتنا على فيسبوك amjd.org

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *