الهو والأنا والأنا الأعلى لطالما سمعنا بهاته المصطلحات في مجال علم النفس من طرف الباحثين والمحللين و الأخصائيين السيكولوجيين وحتى من عند أساتذة الفلسفة في مرحلة الدراسة الثانوية ، لكن عندما نسألهم عما تعنيه هاته المصطلحات يجيبوننا بشكل أكثر تعقيدا يزيد من صعوبة فهمنا لهذا الثلاثي .
نقترح عليكم في هذا المقال شرحا مبسطا وسهلا لما تعنيه هاته المصطلحات النفسية بشكل يزيل الغموض ويكسبكم فهما أوليا تعتمدون عليه مستقبلا في فضولكم العلمي .
الهو والأنا والأنا الأعلى ثلاث تقسيمات اعتمدها مؤسس التحليل النفسي سيغموند فرويد للشخصية الانسانية فماذا كان يقصد بذلك
الهو :
هل تشعر بالجوع الآن ؟ هل رأيت فتاة جميلة وتتمنى أن تضاجعها ؟ هناك الكثير من الاموال في البنك هل تريد أن تأخذها ؟ حسنا لقد شربت كثيرا أرجوك ادخل للمرحاض لا تفعل ذلك أمامي .
ما نريد أن نقوله في العبارات السابقة هي أن ” الهو ” هو ذاك الجزء الحيواني في شخصية الإنسان ، هدفه هو اشباع الرغبات الحيوانية بأي طريقة والرغبات الحيوانية هدفها هو ” البقاء ” الأكل والجنس والتملك أي المحافظة على الذات بأي طريقة
اذن ما الذي يمنعك من اشباع هاته الرغبات ؟
الأنا الأعلى :
اياك أن أن تأكل هذا الطعام ، هل تريد أن تزني أيها الوقح ، وماذا عن تلك الفتاة ، هل ستقبل بالنظر اليك حتى ؟ أرجوك لا تقترب من البنك فقد تقضي بقية حياتك في السجن ، وتحلى ببعض الأخلاق فعيب أن تقضي حاجتك أمام الناس
أرأيتم هناك كابح لرغبات الهو الجامحة اسمه الأنا الاعلى ، تبا له ، لا يعرف الا المنع ثم المنع ثم المنع ، يأخذ بعين الاعتبار كل شيء الدين الاخلاق المجتمع ، القانون .. هو الضمير هو الشرطي النفسي .
اذن ما الذي يجب فعله للخروج من هاته الدوامة ؟
الأنا :
لا تقلق ، إذا أردت أن تأكل ذاك الطعام ، فيكفي أن تشتريه من صاحبه ، وها أنت ذا ترضي الهو والأنا الأعلى ، ثم تلك الفتاة ، يمكن أن تتزوج بها أو تدخل معها في علاقة ، فقط عليك أن تتحلى ببعض الصفات الحسنة التي تحبها النساء ، ولا تكن متوحشا في طلبك ، أما الأموال فهي لأصحابها ، يمكنك العمل وجني بعض الأموال بطريقة مشروعة وبذلك تضمن بقاءك ، ثم اذا أردت أن تقضي حاجتك ، فهناك المرحاض افعل فيه ماشئت
اذن” الأنا “هو ذاك الحكم العادل بين القطبين المتصارعين ” الهو” الحيواني و ” الأنا الأعلى ” المثالي
ونشير الى أنه اذا غاب الأنا وغلب الهو على الأنا الأعلى ، فسنلاحظ شخصية حيوانية متوحشة ، تميل الى الاجرام والاغتصاب والعنف … واذا غلب الانا الاعلى على الهو ، يصبح الشخص انطوائيا ، فاشلا في مبادراته مريضا بالوسواس لا يقدر ذاته خجولا ، يخاف من التغيير …
لذا فالشخصية المتزنة هي التي يكون فيها الأنا قويا متحكما في القطبين ساهرا على ألا يطغى جانب على آخر . حسب فرويد