الهجرة السرية الى اسبانيا تعرف هذا العام انخفاضا غير مسبوق .. والسبب كورونا!!
وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية التي اطلع عليها موقع amjd.org حول أعداد المهاجرين الذين دخلوا إلى إسبانيا بطريقة غير قانونية سواء عن طريق البحر أو البر خلال الفترة ما بين 1 يناير الى 15 ماي 2020، فإن عدد حالات الهجرة الغير نظامية المسجلة نحو إسبانيا عرف انخفاضا بنسبة 31,7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
غير أن هذا الانخفاض لم يشمل جزر الكناري التي عرفت ارتفاعا مهولا في عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إليها بحرا عن طريق القوارب، منذ مطلع هذا العام.
لكن عموما فإن إجمالي أعداد الأشخاص الذين وصلوا الى اسبانيا عن طريق الهجرة السرية سواء بحرا أو برا خلال هذا العام الى غاية 15 ماي عرف انخفاضا غير مسبوق، وهذا ما توضحه الأرقام التي بين أيدينا في هذا المقال.
عدد حالات الهجرة السرية الى اسبانيا (بحرا وبرا) خلال الأشهر الأولى من عام 2020:
بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا الى اسبانيا بطريقة غير نظامية عن طريق البر والبحر منذ 1 يناير الى 15 ماي 2020، ما مجموعه 6498 مهاجرا.
هذا العدد عرف انخفاضا كبيرا مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، حيث كان قد بلغ عدد المهاجرين السريين الذين دخلوا اسبانيا 9507 مهاجرين.
أي بفارق 3009 مهاجر وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 31,7%
أعداد المهاجرين السريين الذين دخلوا اسبانيا عن طريق البحر:
خلال هذه الفترة أي (من فاتح يناير إلى 15 ماي 2020)، تمكن 5255 مهاجرا غير نظاميا من العبور نحو اسبانيا عن طريق البحر.
لكن إذا قارنا هذا العدد مع نفس الفترة من العام الماضي فإننا نجده قد انخفض بنسبة 28,6%
ففي عام 2019 بلغ عدد المهاجرين السريين في اسبانيا الذين دخلوا البلاد عن طريق البحر 7360 شخصا خلال الفترة ما بين فاتح يناير و15 ماي 2019.
غير أن أعداد قوارب الموت التي وصلت الى الأراضي الاسبانية بما في ذلك الجزر والمناطق التابعة لها عرفت ارتفاعا خلال هذه الفترة من 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط.
فمنذ 1 يناير الى 15 مايو الحالي وصل 266 قاربا محملا بالمهاجرين السريين الى إسبانيا والأراضي التابعة لها
فيما بلغ عدد القوارب التي دخلت اسبانيا في نفس الفترة من عام 2019 ما مجموعه 249 قاربا.
أي أن أعداد قوارب الموت التي أقلت المهاجرين السريين الى اسبانيا في هذه الفترة من العام الحالي عرفت ارتفاعا بـ 6,8% مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي.
1_ أعداد المهاجرين السريين الذين وصلوا الى جزر البليار الاسبانية عن طريق البحر:
بحسب وزارة الداخلية الاسبانية سجلت جزر البليار تراجعا كبيرا في عدد المهاجرين الذين وصلوا الى الى هذه الأراضي التابعة لاسبانيا.
فخلال الفترة ما بين 1 يناير و15 ماي 2020 تمكن 3097 شخصا من الوصول الى هذه الجزر
بينما في نفس الفترة من عام 2019 بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا الى جزر البليار 6786 شخصا.
أي أن نسبة أعداد المهاجرين السريين انخفضت هذا العام بـ 54,4%.
كما ذكرت احصائيات وزارة الداخلية، أن أعداد قوارب الهجرة السرية التي عبرت الى جزر بليار انخفضت بمقدار 2,6% خلال هذه الفترة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
حيث استقبلت هاته الجزر 191 قاربا يحمل مهاجرين سريين خلال الأشهر الأولى من 2020
بينما استقبلت في نفس الفترة من العام الماضي 196 قاربا يحمل مهاجرين سريين.
2_ أعداد المهاجرين السريين الذين عبروا الى جزر الكناري بحرا :
جزر الكناري كما أشرنا في بداية المقال، تعد من أكثر المناطق الإسبانية التي انتقل اليها المهاجرون خلال هذا العام.
فمنذ بداية العام الحالي الى غاية منتصف شهر ماي، بلغ عدد المهاجرين السريين الذين دخلوا جزر الكناري عن طريق البحر 2113 مهاجرا.
أي بارتفاع مهول بلغ 542,2% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عندما بلغ عدد المهاجرين السريين 329 مهاجرا فقط.
هذا وقد استقبلت شواطئ جزر الكناري 69 قاربا يحمل مهاجرين غير نظاميين بارتفاع بلغت نسبته 130% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي عندما بلغت أعداد قوارب الموت التي حطت في هذه الجزر 30 قاربا فقط.
3_ أعداد المهاجرين غير النظامين الذي دخلوا الى مدينة سبتة المحتلة عن طريق البحر:
في عام 2020 وصل 45 مهاجرا غيرا نظاميا الى سواحل مدينة سبتة المحتلة خلال الفترة ما بين يناير ومنتصف مايو.
وهذا رقم منخفض مقارنة بالفترة نفسها من 2019 عندما دخل 194 مهاجرا غير نظاميا الى مدينة سبتة.
ما يعني أن نسبة المهاجرين الذين دخلوا الى اسبانيا بحرا عن طريق مدينة سبتة باعتبارها مدينة تحت حكم الإسبان عرفت تراجعا بمقدار 76,8%
هذا وقد بلغت أعداد قوارب الموت التي أدخلت هؤلاء المهاجرين 6 قوارب فقط.
بينما في العام الماضي بلغت أعداد القوارب التي دخلت سبتة بطريقة غير نظامية 20 قاربا.
وهذا يعني أن أعداد القوارب التي تحمل المهاجرين الغير نظامين انخفضت بنسبة 70% خلال الأشهر الأولى من هذا العام.
4_ أعداد المهاجرين الغير نظامين الذين دخلوا الى مدينة مليلية المحتلة عن طريق البحر:
منذ الفاتح من يناير الى غاية 15 ماي 2020 لم تستقبل شواطئ مليلية المحتلة أي قوارب تحمل مهاجرين غير نظاميين.
بينما في نفس الفترة من العام الماضي سجلت مليلية بلوغ ما مجموعه 3 قوارب موت تحمل 51 مهاجرا.
وهذا يعني أن نسبة أعداد المهاجرين الذين يدخلون مليلية عن طريق البحر انخفضت بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضي في الفترة عينها.
كما أن أعداد القوارب التي تقل المهاجرين الغير قانونيين انخفضت أيضا بنسبة 100%.
أعداد المهاجرين الغير نظاميين الذين دخلوا الى سبتة ومليلية برّاََ :
سجلت كل من مدينتي سبتة و مليلية المغربيتين المحتلتين من طرف اسبانيا انخفاضا كبيرا في أعداد المهاجرين الذين دخلوا إليهما برّا بطريقة غير نظامية خلال النصف الأول من عام 2020. مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
فخلال الفترة ما بين 1 يناير و 15 ماي 2020 تسلل للمدينتين 1243 مهاجرا غير نظاميا
بينما في الفترة نفسها من عام 2019 استقبلت المدينتان 2147 مهاجرا
وهذا يعني أن نسبة الهجرة الى اسبانيا عن طريق هذين المدينيتن انخفضت بنسبة 42,1%
عدد المهاجرين الذين دخلو سبتة برّا:
خلال هذه الفترة سجلت سبتة دخول 158 مهاجرا غير نظاميا أي بانخفاض بلغ 55,6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
فخلال 2019 تمكن 356 شخصا من التسلل الى مدينة سبتة عن طريق المعابر الحدودية البرية.
عدد المهاجرين الذين دخلوا مليلية برّا
أيضا عرفت أعداد المهاجرين الغير نظامين الذي دخلوا مدينة مليلية عن طريق المعابر الحدودية البرية انخفاضا كبيرا مقارنة بالعام الماضي.
فخلال هذه الفترة المحددة ما بين يناير ومنتصف شهر ماي 2020 دخل 1085 شخصا الى الى مدينة مليلية
بينما في الفترة نفسها من العام الماضي سجلت مليلية دخول 1791 مهاجرا بطريقة غير نظامية
وهذا الرقم يدل على أن نسبة الاقبال على الهجرة الى مليلية انخفضت هذا العام بمعدل 39,4% مقارنة بالعام الماضي في نفس الفترة.
المصدر وزارة الداخلية الإسبانية
بماذا يفسر تراجع الهجرة السرية الى اسبانيا هذا العام؟
يعزى هذا الانخفاض في نسبة الإقبال على الهجرة السرية الى اسبانيا إلى أزمة كورونا التي يعرفها العالم.
فحالة الطوارئ الصحية التي فرضتها عدة دول وما تبعها من حجر منزلي ومنع للتجوال نتيجة إنتشار جائحة كورونا (كوفيد-19) ومن بينها دول تُعرف تقليديا كدول مصدرة للمهاجرين.
حالت دون وصول العديد من المهاجرين الى اسبانيا على الأقل في النصف الأول من هذا العام.
كما أن الحالة الوبائية التي تعرفها اسبانيا كونها من أكثر الدول الأوروبية تأثرا بوباء كورونا جعلت بعض المهاجرين يتخلون مؤقتا عن حلم الهجرة الى هذا البلد.