قد يداهمنا الموت في اي لحظة ! والسبب “مرض الدرن”
قف على ناصية الموت وقاتل.. لابد لك أن تعيش في هذه الحياة.. اما أن تعيش أو أن تعيش..
نحن نخشى الأمراض الخطيرة لأنّها تزيد من فرص الموت، والموت يسبب الفقدان، والفقدان يسبب الكآبة، والكآبة تجعلنا نضيق بالحياة ونشك في أسباب وجودنا..
لطالما ظنت انها لن تنجو مطلقا من الموت ، كان المرض رفيق دربها و الموت خليلها.. رغم تكتلات الوجع الدائمة كان الصبر مصباحها في هاته الحياة المظلمة، كم ظنوا انها معقدة، رغم حرارة المرض لم تنجو من الاقاويل.. ظنوا أنها لن تنجح في شيء سوى العزلة التي كانت صديقتها في الالم، الفرح، و الحزن.. كم نحن اناس سيؤون كثيرا، المظاهر تعني لنا الكثير و الكثيير..
كانت شاحبة المظهر، هزيلة الجسم منطفئة الوجه، وبدت كأنها قد كبرت عشرة أعوام، عاشت تجربة مؤلمة، قبل عدة سنوات اصيبت بنفس المرض لكن لم تكن تعرف خطورته الى ذالك الحد.. كانت دائما مبتسمة و هي في اوج عطائها، كان اللعب و المرح مع الاصداقاء اهم اهدافها.. لم تكن تعرف ان ذاك المرض الخطيير يفتك جسدها بأكمله، لم تستسلم أبدا أو بالأحرى لم تعره اي اهتمام.. كانت أقصى احلامها هو اللعب و النجاح في دراستها..
الآن تغير الامر كله، فهي تصاب ب المرض نفسه، لكن تغير كل شيء.. فهي باتت تعي خطورة الامر الآن! فهي شابة الآن!
لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي كان أهم أهدافها اللهو و اللعب.. الان فهي مسؤولة عن كل شيء، أصبحت راشدة، و هي تعلم أن المرض يقوم بلمساته الاخيرة في جسدها الهزيل.. لكن لطالما هناك أمل! تريد أن تصنع شيء في هاتة الحياة، يتذكروونها به عند رحيلها.. حتى و ان أخد الموت حياتها، طموحها، ذكاءها، فرحها.. يوما ما، لن يأخد شغفها بوضع بصمتها في هاته الحياة!
أخبروني أن العلاج النفسي في أهمية العلاج.. ربما لأن قدرة المرء على الاحتمال تزداد بشكل طردي مع الحالة النفسية!
الموت، لا يحتاج المرض لكي يزور أصحابه، يزورهم في الطرق السريعة، وفي محال عملهم، وبينما يضحكون ويعبثون، ربما لم يعرها احد اهتمامه بمرضها او أنها قوية و لم تشأ أن تخبر أحدا به، أو ربما كانت قنوعة بقدر الله سبحانه، و تقبلت الأمر كله و انه لم يعد لها قليل في هاته الحياة!
ولم تقع في الحيرة هل ستكمل ما بدأت، ام تجلس في موقع الباكيين على الأطلال، بدل الاستطلاع الى مستقبل قد ينتظر من جهتك رشقة مباغتة من الأمل كي يشرع في الاشراق!
يعرّف مرض الدرن، بأنّه عبارة عن وباء حاد يسبّب الالتهابات والقروح العديدة، ويصيب الإنسان نتيجة تعرّضه لبكتيريا السلّ، وتنتقل عن طريق الهواء لتقوم بإصابة الرئتين والإضرار بعمليّة التنفّس، وذلك نتيجة آثارها القويّة على الجهاز التنفّسي والعظام، و يُعتبر مرض السل ثاني أخطر مرض قاتل بعد مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز!
اذ يُعد السل سبباً من أهم 10 أسباب للوفاة في العالم.
في عام 2015، أُصيب 10.4 مليون شخص بالسل وتوفى 1.8 مليون شخص من جرّاء هذا المرض (من بينهم 0.4 مليون شخص مصاب بفيروس العوز المناعي البشري). وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الوفيات الناجمة عن السل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل
يُعد السل السبب الرئيسي لوفاة الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ففي عام 2015 تسبب السل في 35% من وفيات هؤلاء الأشخاص.
في عام 2015، أُصيب ما يقدر بنحو 000 480 شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة على الصعيد العالمي.
انخفض معدل الإصابة بالسل بنسبة 1.5% سنوياً في المتوسط منذ عام 2000. وينبغي تسريع هذا الانخفاض لتبلغ نسبته 4-5% سنوياً من أجل تحقيق المعالم المهمة المحددة لعام 2020 بموجب “استراتيجية دحر السل”.
تم إنقاذ ما يقدر بنحو 49 مليون من الأرواح عن طريق تشخيص السل وعلاجه في الفترة من عام 2000 إلى عام 2015.
يُعد القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 من بين الغايات التي تنص عليها أهداف التنمية المستدامة التي اعتُمدت مؤخراً .
يقولون للذين سيموتون لن ننساكم.. لكننا سنكمل الحياة.. ويقولون عن الموت أشياء لم يختبروها، ويبقى الموت جامداً ليّناً عصيّاً أزليّاً غامض الطريق!