الهجرة

هل يمكن للمواطن الذي يعيش الفقر والبطالة والتهميش طلب اللجوء الى اوروبا ؟

طلب اللجوء الى اوروبا .. من بين أكثر الأسئلة التي تردنا من طرف متابعينا على صفحتنا على فيسبوك أمجد هجرة هي الأسئلة المتعلقة بطلب اللجوء الى احدى الدول الاوروبية بسبب الفقر أو البطالة.

فعلى سبيل المثال نجد أسئلة على النحو التالي:

” أنا شاب(ة) مغربي أو جزائري أو تونسي… عمري كذا كذا حاصل على شهادة في مجال تخصص معين، أعاني من البطالة والفقر والتهميش في بلدي.

لم أستطع الحصول على وظيفة ولم يوفرلي بلدي أي شيء حتى أضمن حياة كريمة.

فهل يمكنني طلب اللجوء الى اوروبا ؟ وهل سيتم أخذ حالتي الاجتماعية بعين الاعتبار؟

هذا السؤال يتكرر باستمرار من طرف العديد من الشباب والشابات ولو بصيغة مختلفة.

غير أن المعنى واحد ألا وهو طلب اللجوء في اوروبا لاسباب اجتماعية واقتصادية.

في هذا المقال أردنا أن نجيب هؤلاء الشباب ونجيب جميع الأشخاص الذين يفكرون في هذا الأمر ونطلعهم على بعض الأمور المتعلقة باللجوء التي لربما ليست لديهم أية معلومات حولها.

طلب اللجوء الى اوروبا من ناحية القانون الدولي:

حسب اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين لسنة 1951 فإنه تم تعريف اللاجئ أو الشخص الذي يطلب الحماية من دولة ما بحسب الشروط المتوفرة فيه.

فماهي شروط طلب اللجوء الى أي دولة ترغب في الإحتماء فيها؟

لكي يستطيع أي شخص طلب اللجوء في أي دولة فيجب أن تتوفر فيه إحدى الأشياء التي تجعل من مسألة بقائه سالما في بلده الأصلي شيئا مستحيلا وهي كالتالي:

1_ طلب اللجوء بسبب الحروب وانعدام الأمن:

من أكثر الأشياء التي تجعل الشخص يخرج من بلده هي الحروب.

من هنا نفتح قوسا لنقول لإخواننا السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين .. (الله معكم والله يرزقكم الأمن والأمان في بلدكم).

بالنسبة للمواطنين الذين يعانون من الحروب في بلدانهم فيمكنهم بحسب اتفاقية جنيف أن يتقدموا لطلب اللجوء في اوروبا أو كندا أو امريكا… أو أي دولة يرغبون فيها.

لكن بشرط أن يكون طالب اللجوء متواجدا داخل أراضي الدولة التي يريد طلب اللجوء فيها أو عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

2_ طلب اللجوء السياسي بسبب معارضة النظام:

نعلم جميعا أن المعارضين السياسيين في جل البلدان العربية والشمال افريقية يكونون عرضة للإعتقالات والمضايقات بسبب أفكارهم السياسية المعارضة للنطام الحاكم.

معارضة النظام بشكل سلمي ( أي بعيدا عن الجماعات الإرهابية والمتطرفة ) ليس بجريمة.

حتى ولو كان هذا الأمر يعتبر في الدول العربية جريمة، فإن كندا ودول الإتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى ملزمة في إطار اتفاقيات حقوق الإنسان باستقبال هذا الشخص وتوفير الحماية له.

فمثلا هناك العديد من النشطاء السياسيين في السعودية يعارضون الحرب على اليمن ،أو يعارضون تجارة الأسلحة التي تنفق عليها الملايير، يعارضون القطيعة مع قطر، أو يعارضون تغول السلطات...

وفي مصر نفس الشيء وفي قطر وفي المغرب والجزائر…

كل هؤلاء يتم الزج بهم في السجون بسبب أنهم يعبرون عن أفكارهم المعارضة لما هو سائد في البلاد.

لذلك يمكن لأي مواطن عربي أن يتقدم باللجوء الى الدولة التي يريدها إذا كان معارضا لسياسة بلاده الداخلية أو الخارجية.

ويجب أن تكون معارضته لها بشكل سلمي ، بعيدا عن المعارضة المسلحة أو المبنية على أساس العنف.

ويشترط كذلك في هذا الأمر أن يكون طالب اللجوء داخل أراضي الدولة التي يرغب باللجوء فيها.

3_ طلب اللجوء لأسباب دينية :

العديد من الشباب في الآونة الأخيرة أصبحوا يعبرون صراحة عن أفكار مخالفة للدين الرسمي في الدول الإسلامية.

كما يعبرون عن سخطهم لتوغل المؤسسة الدينية في جميع جنبات الحياة.

ويعارضون سيطرة رجال الدين والشيوخ ودعاة الوهابية والإخوان الذين يساهمون بأفكارهم وخطاباتهم في انتشار التطرف الديني بين أفراد المجتمع.

معارضة الأفكار الدينية في المجتمعات العربية -الإسلامية هو أمر مخالف للقانون وللأسف يلقى ذلك ترحابا من لدن أفراد المجتمع.

مما يجعل أصحابها عرضة للإعتقال والتعذيب والجلد أو تنفيذ فيهم أحكام الردة.

على العموم إذا كان الشاب العربي يحمل هاته الأفكار فيمكنه أن يتقدم بطلب اللجوء الى دولة تتقبل وتحترم حرية المعتقد.

4_ أنواع أخرى يمكن بسببها طلب اللجوء الى اوروبا أو أي دولة تحب العيش فيها

اللجوء الى أي دولة بصفة عامة يتطلب توافر هاته الأمور التي بسببها اضطر المواطن الخروج من بلده وهي عندما يكون يعاني في بلده:

  • بسبب عرقه؛
  • بسبب دينه؛
  • بسبب قوميته؛
  • بسبب أفكاره السياسية؛
  • بسبب أفكاره الدينية المخالفة للدين الرسمي في البلد؛
  • بسبب جنسه؛
  • بسبب ميولاته الجنسية؛

ماذا عن طلب اللجوء الى اوروبا بسبب الفقر والبطالة؟

للأسف فالفقر أو والتهميش أو البطالة… ليست أسباب كافية لكي يقوم الشخص بطلب اللجوء أو الحماية في اوروبا أو غيرها.

هذا هو القانون فأوروبا تقول نحن غير ملزمين بتوفير الرفاهية لفقراء العالم.

لذلك ننصح أي شخص تقدم بطلب اللجوء في أي دولة أوروبية ألا يذكر أن الفقر هو السبب الذي جعله يخرج من بلده.

فاللجوء بحسب الاتفاقيات الدولية لا يعطى لأسباب اقتصادية.

نعم هم يعلمون أنهم لو سمحوا باعطاء اللجوء لهاته الأسباب لرحلت افريقيا كاملة الى اوروبا ولن يبقى فيها سوى حكامها.

تعليق واحد

  1. اقرغب في اللجواء للاسباب عرقية وتعليميه ونسبة للفقر وسوء الحياة في السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *