الزواج الابيض في المانيا من أجل الحصول على اوراق الاقامة من زاوية قانونية
الزواج الابيض في المانيا .. يضطر العديد من المهاجرين المتواجدين في ألمانيا بطريقة غير شرعية الى القيام بالزواج الأبيض من أجل تسوية أوضاعهم القانونية.
حيث يقدم المهاجر مبلغا من المال الى فتاة ألمانية (أو تحمل الجنسية الالمانية عن طريق التجنيس) مقابل أن تتزوج به على الورق فقط.
وبذلك يستطيع بعد انشاء عقد الزواج أن يحصل على بطاقة الاقامة.
هذه الطريقة التي يعتمدها المهاجر هي غير قانونية وقد تجعله عرضة للمشاكل من كل الاتجاهات.
في هذا المقال سنتحدث عن الزواج الابيض في المانيا من زاوية قانونية ونعرض أهم المشاكل التي قد يتعرض لها كل من يدخل في هذه المغامرة.
مشاكل الزواج الابيض في المانيا :
قبل الحديث عن المشاكل القانونية التي قد يتعرض لها كل من قام بزواج أبيض
فإن هناك مشاكل ومخاطر حقيقية يتعرض لها المهاجرون بسبب الزواج الابيض من طرف عصابات تنشط في هذا المجال .
الوقوع في يد العصابات:
بحسب موقع DW فإن الشرطة الالمانية قامت خلال السنة المنصرمة بشن حملة تفتيش واسعة في خمس ولايات المانية لمكافحة العصابات التي التي تنشط في الزواج الابيض.
هاته الحملة أسفرت عن اعتقال العديد من الأشخاص الذين يقومون بالبحث عن أفراد من الاتحاد الاوروبي يمتلكون سكنا لتزويجهم بمهاجرين غير شرعيين مقابل مبلغ مالي.
ويتراوح المبلغ المالي مقابل الزواج الابيض بين 10 آلاف يورو و15 الألف يورو.
هنا يكمن المشكل، حيث أن هاته العصابات تنصب على المهاجر بعد أن تكون قد أخدت منه المبلغ المالي.
والمهاجر السري لا يستطيع ابلاغ الشرطة لأنه في الأصل مهاجر سري وكذا شارك في عملية غير قانونية
وبالتالي تضيع أموال المهاجر وتضيع معها أحلامه.
الوقوع في يد القضاء:
إذا كان المهاجر محظوظا ولم يتم النصب عليه من طرف هذه العصابات، فهناك عقبة أخرى في طريقه ألا وهي القانون.
الشرطة الألمانية تعلم أن هناك العديد من الأشخاص يقومون بالزواج الأبيض فقط من أجل الحصول على الاقامة.
فبحسب نفس المصدر (DW) فإن شرطة مكافحة الجريمة في ألمانيا قالت في تقرير احصائي لها أن ععد المشتبه بهم بالحصول على تأشيرة السفر عن طريق الزواج الابيض بلغ 624 سنة 2017، ولقد تم ضبط 393 منها
إذن فالشرطة الألمانية غير غافلة عن هذا النوع من الزواج وتدقق جيدا مصداقيته خصوصا عندما يكون الزواج بين مهاجر غير شرعي ومواطن ألماني.
لماذا يعتبر الزواج الابيض في المانيا غير قانونيا؟
حتى يكون الزواج شرعيا ومعترف به فإن القانون يشترط على المتزوجين أن يعيشوا في بيت واحد ويتحملوا المسؤولية الاجتماعية لهذا الزواج.
وهذا نجده في المادة 1353 من القانون المدني الالماني.
وهذا يعني أنه في حالة عدم توفر هذا الشرط فإن الزواج يصبح غير معترف به
ولا يمكن للسلطات أن تصرح بأنه زواج قانوني وفق المادة 1314 الفرة 2 رقم 5 من القانون المدني
كيف تكتشف السلطات أن هذا الزواج هو زواج أبيض؟
هناك عدة مؤشرات تدل على أن زواجا ما قد يكون زواجا صوريا على الورق فقط، نذكر على سبيل المثال:
- أن يكون أحد الزوجين مواطنا ألمانيا والآخر مهاجر سري؛
- أن يقدم أحد الزوجين معلومات خاطئة بخصوص شريكه؛
- أن يقدم أحد الزوجين معلومات خاطئة عن نفسه لاخفاء المعلومات الصحيحة؛
- ألا تكون بين الزوجين لغة يفهمانها معا؛
- أن يعترف أحد الزوجين بتلقي مبلغ من المال كهدية من دون المهر؛
- ألا يكون للزوجين أية أشياء مشتركة كالصور والرسائل والذكريات…؛
- أن يكون فارق السن كبيرا جدا؛
- ألا يكون الزوجان قد التقيا من قبل؛
تواجد واحدة من هذه المؤشرات تجعل السلطات تعمق في البحث حتى تتعرف على حقيقة هذا الزواج.
ماهي العواقب التي تنتظر من يقوم بالزواج الابيض:
من غير أن المهاجر السري الذي يقوم بالزواج الأبيض سيحرم من حق الحصول على الاقامة.
فإن زواجه هذا سيلغى وسيتم سحب الاقامة منه اذا كان قد حصل عليها عن طريق الزواج.
كما يمكن أن يتم معاقبته بغرامة مالية وقد يصل الأمر الى عقوبة حبسية.
الشريك الالماني هو أيضا ستتم معاقبته بتهمة تهريب شخص أجنبي وتقديم معلومات خاطئة للسلطات