أخبار وباء كورونا

حرب الكمامات الطبية تشتعل بين الدول الكبرى واتهامات لبعضها بالقيام بـ “القرصنة العصرية”

حرب الكمامات الطبية ___ مع انتشار جائحة كورونا في جل دول العالم وارتفاع عدد المصابين بها لأكثر من مليون مصاب، ومع تغير توصيات منظمة الصحة العالمية بارتداء الكمامات للوقاية من هذا الفيروس بعد أن كانت سابقا توصي بأن يستعملها المصابون فقط لتفادي نشر العدوى.

ظهرت في الآونة الأخيرة عمليات استحواذ بعض الدول الكبرى على شحنات للكمامات موجهة لدول أخرى بطريقة مشبوهة، جعلت البعض يعتبرها قرصنة عصرية، فيما اعتبرها البعض الآخر نوعا جديدا من الحروب وأطلقوا عليها اسم ” حرب الكمامات الطبية

حرب الكمامات الطبية بين الدول الكبرى :

في خرق واضح لكافة القوانين المنظمة للتجارة وعمليات الاستيراد والتصدير بين الدول، قامت بعض الدول بالاستحواذ على شحنات كبيرة للكمامات كانت مخصصة لدول أخرى.

أمريكا استولت على شحنات طبية موجهة لألمانيا :

اتهمت ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية بالاستيلاء على 200 ألف كمامة طبية من النوع الجيد كان من المفترض الحصول عليها من شركة صينية في تايلند.

شرطة برلين التي اشترت هذه الشحنة قالت بأن الأمريكين دفعوا 3 أضعاف الثمن المتفق عليه، للاستحواذ على الكمامات الطبية.

هذا الأمر دفع بعض المسؤولين الألمان الى اعتبار ما قامت به أمريكا ” قرصنة عصرية

غير أن الرئيس الأمريكي اكتفى بالرد قائلا على سؤال صحفي:

” لا يوجد فعل قرصنة ..ما حدث هو العكس تماما”

أمريكا استولت على كمامات طبية موجهة لفرنسا:

فرنسا أيضا اشتكت من استحواذ الولايات المتحدة على شحنة كمامات كانت مخصصة لها.

فلقد صرحت رئيسة اقليم دوفرونس “فاليري بيكريس” أن بلادها خسرت شحنة كمامات صينية لصالح الأمريكيين. حيث قالت:

” خسرنا شحنة كمامات صينية لصالح الأمريكيين الذين عرضوا سعرا أعلى مقابل الحصول عليها”

فيما رئيس منطقة غراند است “جان روتنر” اتهم الأمريكين أيضا بدفع مبالغ أعلى من الأسعار المتفق عليها لشراء الكمامات، حيث قال:

“على مدرج المطار يخرج الأمريكيون المال ويدفعون أضعاف السعر الذي اتفقنا عليه”

الجدير بالذكر أن أمريكا أعلنت في الأسبوع الماضي تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي الذي يعود لسنة 1950 والذي أقرته الدولة خلال الحرب الكورية.

هذا القانون يطلب من الشركات تصنيع منتجات الدفاع الوطني بما فيها المنتجات الطبية ووقف تصديرها لدول أخرى.

فرنسا صادرت كمامات طبية وقفازات موجهة للسويد:

السويد أيضا وقعت ضحية قرصنة فرنسية بعد اشتكت شركة طبية سويدية من مصادرة السلطات الفرنسية لملايين اللوازم الطبية المتمثلة في الكمامات والقفازات.

وجاءت هذه المصادرة بعد أن قررت الحكومة الفرنسية منع تصدير المنتجات الطبية للخارج.

غير أن فرنسا تراجعت عن قرار المصادرة وأفرجت عن الشحنة المتوجهة للسويد.

التشيك استولت على شحنة مساعدات طبية موجهة لايطاليا:

في بادرة انسانية، قامت السلطات الصينية بامداد ايطاليا بشحنة من الكمامات الطبية، غير أن دولة التشيك قامت بمصادرتها بكل بساطة.

غير أن السلطات التشيكية وبعدما أثار فعلها هذا جدلا كبيرا، قالت بأنها قامت بالمصادرة عن طريق الخطأ ووعدت بالافراج عنها.

أوكرانيا خسرت حرب الكمامات أمام أمريكا وفرنسا وروسيا :

بعد اتفاق مسؤولين أوكرانيين مع شركة صينية لشراء كمامات طبية، تم تحويل هذه الطلبية الى دول أخرى.

فبعد توجه هؤلاء المسؤولين الى المصنع لتفقد الشحنة، وجدوا ديلوماسيين فرنسيين وروس وأمريكيين  يحاولون الاستحواذ على الشحنة.

وبحسب اندري فيلوفيتش وهو يرلماني أوكراني، فإن الطلبية الأوكرانية تم الاستيلاء عليها من طرف هاته الدول التي دفعت بشكل فوري مقابل الحصول عليها.

حيث قال بخصوص هذا الأمر :

“لم نوقع عقود استيراد، لكننا الأخرين كانت لديهم أموالا جاهزة للدفع الفوري”

وأضاف:

” علينا النضال مرة أخرى للحصول على شحنة أخرى”

سلوفاكيا تفقد طلبيتها من الكمامات أما تاجر ألماني:

حرب الكمامات الطبية لا تخوضها سلطات الدول فقط، بل حتى التجار لهم نصييهم من هذه العملة الصعبة.

فلقد استولى تاجر ألماني على شحنة كمامات صينية كانت موجهة لدولة سلوفاكيا بمليون يورو، بعد أن دفع أموالا أكثر من هذا المبلغ.

مخاوف من تحول أزمة الكمامات الطبية الى أزمة دبلوماسية بين الدول:

ربما استطاع فيروس كورونا أن يكشف حقيقة العلاقات بين الدول، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الأوروبية، وأيضا علاقات دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها.

الآن نحن نشهد سيناريو جديد تعلنه الدول الكبرى شعاره “أنا ومن بعدي الطوفان”

ولعل هذا الأمر سيؤدي الى خلق توترات وأزمات دبلوماسية بين هاته الدول قد تؤدي الى قطع العلاقات والى سيناريوهات غير محمودة العواقب.

https://www.facebook.com/amjd.org/posts/2538448316408138

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *