5 دول سيكون عليك السفر إليها قبل أن تختفي من الوجود
لا أحد يتمنى أن يستفيق يوما على خبر اختفاء بلد ما من الوجود! ولا أحد يتمنى أن ينظر مستقبلا الى خريطة العالم، فيجد أن بعض البلدان قد غمرتها مياه البحار وأصبحت جزءا من المحيط، حيث لا يبقى من ذكراها سوى الإسم.
ربما قد لا يقع هذا السيناريو المفزع خلال هذه السنة أو السنة القادمة، لكن بعد سنة 2050، وبحسب بعض الدراسات فإن بعض المناطق في العالم ستصبح غير صالحة للعيش نتيجة الإرتفاع السريع لمستويات سطح البحر، الناجمة عن ذوبان القمم الجليدية والأنهار الجليدية تحت وطأة الاحتباس الحراري والتغير المناخي في العالم.
52 دولة حول العالم مهددة بالفيضانات وزحف المياه على أجزاء كبيرة من أراضيها، ومن بينها دول قد تحتفي بشكل كلي، إذا ما ظل الوضع كما هو عليه الآن.
هذا الأمر سيشكل تهديدا حقيقيا لسلامة الملايين من سكان هذه البلدان وهو ما سيؤدي حتما الى موجة جديدة من الهجرة واللجوء لدوافع مناخية بحتة.
في هذا المقال سنطلعك عزيزي القارئ على 5 أكثر الدول مهددة بالغرق تحت مياه البحر بسبب التغيرات المناخية في العالم.
1_ اختفاء جزر المالديف:
جزر المالديف أو بشكل رسمي تسمى ” جمهورية المالديف ” هي دولة آسيوية في المحيط الهندي تقع جنوب غرب دولتي سريلانكا والهند.
يبلغ مجموع مساحة جزر المالديف 297.8 كيلومتر مربع وهي تتكون من من 1192 جزيرة مرجانية مجمعة في سلسلة مزدوجة مكونة من 26 جزيرة مرجانية، على طول الاتجاه الشمالي-الجنوبي
مشكلة جزر المالديف تكمن في انخفاضها على مستوى سطح البحر.
حيث أن أعلى قمة في هذا البلد تبلغ حوالي 2,4 متر فقط مسجلة في مدينة أدّو وهي مدينة في أقصى جنوب المالديف.
خلال القرن العشرين ارتفعت مستويات البحر حوالي 20 سم، وهناك ارتفاعات أخرى في المحيط الهندي يمكن أن تهدد وجود المالديف.
في شهر نوفمبر من عام 2008، أعلن الرئيس محمد نشيد عن مخطط بلاده لشراء أراض في الهند وسريلانكا وأستراليا بسبب مخاوفه من ارتفاع درجة الحرارة في الأرض، وإمكانية معظم الجزر أن تغمر بالماء من مستويات البحر المتصاعدة.
تشير بعض التقارير الى أن الجزر المتواجدة في المحيط الهندي معرضة لخطر الفيضانات مع استمرار ارتفاع مستوى المياه، وتآكل جزء كبير من الأراضي الساحلية.
مما يقلل بشكل فعال من مساحة الأرض المناسبة للسكن البشري.
وهو ما جعل السكان يهجرونها شيئا فشيئا خوفا من الخطر المحدق بهم حيث يمكن للجزر التي يفوق عددها الألف جزيرة أن تغرق بحلول عام 2050.
التوقعات الحالية تتوقع بارتفاع مستوى البحر بـ 59 سم في عام 2100.
https://www.facebook.com/2116191181836329/videos/540593633538038/
السياحة في المالديف ✈️✈️ معلومات ونصائح لكل من يريد السفر الى هذا البلد للسياحة
2_ اختفاء جزر كيريباتي:
تقع دولة كيريباتي في المحيط الهادئ بين ولاية هاواي الأمريكية وأستراليا.
كيريباتي عبارة عن دولة جزرية مكونة من 33 جزيرة ، وتبلغ مساحتها الاجمالية 811 كيلومتر مربع فقط.
غير أن هاته الجزر تواجه خطر الغرق تحت الماء بفعل آثار ارتفاع مستويات البحر.
بين عام 1992 وعام 2010 ارتفعت مستويات مياه البحر في جزر الكاريبي بـ 17.78 سنتيمتر سنويا.
وفي بعض المناطق ارتفع منسوب مياه البحر لمستويات أعلى بكثير.
وهو الأمر الذي دفع بعض السكان الى الانتقال الى جزر أخرى بعدما غمرت مياه البحر أراضيهم.
تجدر الإشارة الى أن رئيس دولة كيريباتي قام بشراء 6000 فدان (2428.114 هكتار) من الأراضي من دولة فيجي، لنقل السكان اليها.
في قرى مثل نابينا بكيرباتي، لا يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر خطوط الساحل بها فحسب.
ولكنه يهدد أيضا آبار المياه التي يحصل منها السكان على المياه العذبة لأغراض الشرب وطهي الطعام وغسل الملابس.
3_ اختفاء دولة توفالو:
تقع جزر توفالو في المحيط الهادئ في منتصف الطريق بين هاواي وأستراليا.
وهي دولة تتكون من 3 جزر للشعاب المرجانية و 6 جزر حقيقية.
تبلغ المساحة الإجمالية لجزر توفالو 26 كيلومتر مربع فقط ويبلغ عدد سكانها 10،640.
يبحث سكان هذا البلد بالفعل عن وطن بديل لهم، نتيجة للأضرار التي أحدثتها التغيرات المناخية العالمية.
لا يفقد السكان هنا مساحة الأرض القابلة للحياة ويواجهون التآكل والفيضانات المستمرة فقط
بل يواجهون أيضا مشكلة ملوجة التربة في باقي الأراضي ما يجعل أي جهود زراعية تبوء بالفشل.
وقد سبق للأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريش أن حذر من كون دولة توفالو مهددة بالغرق الكامل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن تغير المناخ.
وفي زيارة له أجراها الى جزر توفالو شهر ماي 2019 في إطار جولته في جزر المحيط الهادئ لتسليط الضوء على تحديات تغير المناخ،
قال الأمين العام إن توفالو تواجه تهديدا وجوديا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار الناجم عن تغير المناخ.
وشدد على أهمية الإرادة السياسية القوية وتعزيز العمل في مجال المناخ.
وفي تغريدة على موقع تويتر قال غوتيريش:
“أنا في توفالو الموجودة في مقدمة الخطوط الأمامية لأزمة تغير المناخ العالمية. ارتفاع منسوب البحار يهدد بإغراق هذه الدولة الجزرية، وهو مؤشر على ما ينتظرنا جميعا. نحتاج إلى عمل مناخي عاجل لمنع غرق توفالو وغرق العالم معها”.
I’m in Tuvalu, on the extreme frontlines of the global climate emergency.
Rising seas threaten to drown this island nation — a sign of what’s in store for us all.
We need urgent #ClimateAction to stop Tuvalu from sinking and the world from sinking with it. pic.twitter.com/yfAK3nRHQE
— António Guterres (@antonioguterres) May 17, 2019
في الوقت الحالي حصل بعض المواطنين من توفالو على الإقامة في نيوزيلندا بناء على تهديد التغير المناخي لمكان اقامتهم.
4_ اختفاء جزر القمر
تقع جزر القمر في المحيط الهندي على مقربة من الساحل الشرقي لإفريقيا على النهاية الشمالية لقناة موزمبيق بين شمالي مدغشقر وشمال شرق موزمبيق.
تتكون دولة جزر القمر من 3 جزر كبيرة بالاضافة الى العديد من الجزر الصغيرة.
وتبلغ مساحتها الاجمالية 1.862 كيلو متر مربع، ويقدر عدد سكانها بـ 798.000 نسمة
يعتبر هذا البلد عرضة لتغير المناخ وعانى من أضرار بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة الفيضانات.
وتتعرض الجزر باستمرار للإعاصير خلال الموسم المطير وتكون هذه الأعاصير قوية بشكل كافي لتدمير البنية التحتية مرتين كل عقد.
الشيء الذي أدى الى انخفاض الانتاج الزراعي وتدمير الشعاب المرجانية، وتأثرت صناعة صيد الأسماك المحلية.
لذلك يتوقع أن تختفي بعض الجزر خلال السنوات القادمة وهو الأمر الذي سيؤدي الى نزوح جماعي لآلاف السكان من هذا البلد.
يعمل التحالف العالمي لتغير المناخ مع حكومة جزر القمر لمساعدة البلاد على محاربة هذه الآثار السلبية من خلال الخطط والسياسات المستقبلية.
5_ اختفاء بنغلاديش:
بنغلاديش هي دولة غير جزرية تقع في جنوب آسيا وتشترك في الحدود مع دولتي الهند ومينمار.
تبلغ مساحة بنغلاديش 147570 كيلومتر مربع ويقطنها حوالي 164.669.751 نسمة (احصائيات 2017)
مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بدأت الأنهار الجليدية بالذوبان ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن ربع تلك الأنهار سيزول بحلول عام 2050.
ذوبان هاته الأنهار الجليدية تؤدي فاتورته دولة البنغلاديش بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها عرضة للتغيرات المناخية.
يتعرض البلد سنويا وبشكل مستمر لتهديدات الأعاصير وذوبان جبال الهمالايا بشكل أسرع ما يؤدي الى خسائر بشرية ومادية هائلة.
في سبتمبر عام 1998، شهدت بنغلاديش أشد الفيضانات خطورةً في تاريخ العالم الحديث.
حيث تدفقت مياه أنهار البراهمبوترا والجانج والماجنا وابتلعت ما يقرب من 300.000 منزل وتسببت في مقتل 1000 شخص وتشريد أكثر من 30 مليون آخرين.
كما قضت هاته الفيضانات على 135.000 رأس ماشية ودمرت المحاصيل والبنية التحتية للمدن والسدود، وغمرت المياه ثلثي البلاد.
أصبحت بنغلاديش معروفة الآن بأنها من أكثر الدول عرضةً للتغيرات المناخية.
ويُعتقد أن ارتفاع مستوى البحر في العقود القادمة سيتسبب في تشريد أكثر من 25 مليون لاجئ نتيجةً للتغيرات المناخية.
اختفاء بعض الجزر بحلول عام 2100 :
في دراسة نشرت يوم 8 ماي 2020 بمجلة نيتشر لعلوم المناخ بإشراف جامعة نانيونغ بسنغافورة
حذر أكثر من 106 خبراء في مجال التغيرات المناخية من احتمال ارتفاع مستوى مياه البحر إلى متر بحلول عام 2100 ،وحتى مترين عام 2300 إذا التزمت كل الدول بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في قمة باريس للمناخ عام 2015 التي تستهدف تخفيف متوسط ارتفاع حرارة كوكبنا إلى درجتين مئويتين.
وبما أن المؤشرات الأولية توحي بأن الدول لن تلتزم بما جاء في الاتفاقية، وقد ترتفع مستويات الحرارة إلى أربع درجات.
فقد توقع الخبراء أن يرتفع منسوب مياه البحر من 0.6 متر إلى 1.7 متر بحلول عام 2100 وأن يصل إلى 5.6 أمتار بحلول عام 2300.
فيروس كورونا فرصة لإعادة النظر في سياسات المناخ:
بسبب انتشار فيروس كورونا في جل دول العالم الذي أدى الى الغاء الرحلات والقيام باجراءات الحجر الصحي لدى عدة دول لوحظ تراجع كبير في مستويات التلوث.
فلقد أظهرت خرائط ناسا انخفاضا في مستويات أكسيد النيتروجين في العالم هذا العام، خصوصا لدى الصين، التي تعتبر من أكثر الدول الملوثة للمناخ في العالم.
ويفسر هذا الإنخفاض في التلوث الى التباطؤ الاقتصادي الذي عرفته عدة دول نتيجة تراجع نشاط المصانع والرحلات الجوية والبحرية والبرية.
كما أن حالة الطوارئ الصحية التي أعلنت عنها عدة بلدان ساهمت في التقليل من تحركات السيارات في الشوارع مما ساهم في انخفاض مستوى التلوث في المناخ.
لذلك ربما يمكن أن يكون المشكل الذي نعاني منه الآن (أي فيروس كورونا) هو حل لعدة مشاكل أخرى لم نكن نستطيع أن نجد لها حلا طوال عشرات السنين.
المصدر: (مواقع الكترونية)
مواضيع قد تهمك: