أبرز نظريات المؤامرة التي تحاول تفسير سبب انتشار فيروس كورونا في العالم
نظريات المؤامرة حول وباء كورونا ___ الآن وقد بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا حوالي المليوني ونصف المليون مصاب وبلغ عدد الوفيات أزيد من مئة وستة وستون ألف شخص حول العالم، لازالت بعض الأسئلة المهمة تطرح نفسها بالحاح حول هذا الوباء القاتل وهي:
“من أين أتى هذا الفيروس؟ وهل هناك جهة ما مسؤولة عنه؟ أم أن الفيروس طبيعي ولا علاقة لاحد بنشره؟
للإجابة على هذه التساؤلات ظهرت العديد من الآراء المفسرة لظهور وباء كورونا، والتي تتغير من جهة لأخرى سواء كانت رسمية أم غير رسمية.
وبطبيعة الحال هناك من يصدق الروايات الرسمية المتمثلة في منظمة الصحة العالمية، ومكاتب مكافحة الأوبئة، والأمم المتحدة ، وبيانات وزارات الصحة في الدول ووسائل الاعلام الرسمية…
فيما هناك من لا يصدق هاته الجهات ويعتمد على مصادر أخرى غير رسمية لتفسير سبب انتشار فيروس كورونا مبنية على معطيات مخالفة لما يروج له رسميا، وهؤلاء هم أتباع نظريات المؤامرة .
أبرز نظريات المؤامرة المفسرة لظهور فيروس كورونا :
في هذا المقال سنطلعك عزيزي القارئ على أهم نظريات المؤامرة التي يحاول أصحابها تفسير ما يحصل الآن في العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد.
1_ الصين هي من أطلقت الفيروس للسيطرة على العالم :
أصحاب هاته النظرية يعتقدون أن الصين هي المسؤولة عن نشر هذا الفيروس بشكل متعمد بداية من ووهان ليغزو كافة دول العالم.
وذلك من أجل مكاسب اقتصادية وسياسية .
ومن أكثر الداعمين لهاته النظرية هي الولايات المتحدة الأمريكية المتمثلة في رئيسها دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.
فبحسب مقال نشرته “واشنطن بوست” حول زيارة عدد من المسؤولين الأمريكيين لمعهد علم الفيروسات في مدينة يوهان قبل عامين من انتشار الفيروس، جاء فيه:
أن المسؤولين الأمريكيين أرسلوا تقريرا رسميا لواشطن يحذر من غياب معايير السلامة في معهد يجري دراسات خطيرة حول انتقال فيروس كورونا من الخفافيش.
وقد أشار الرئيس الأمريكي صراحة لهذا الأمر عدة مرات وأخبر بأن اجهزة الاستخبارات فتحت تحقيقا معمقا حول الموضوع.
الاتهامات الأمريكية تقتصر على أن الفيروس خرج من معهد الفيروسات في ووهان، غير أنه قد يكون قد خرج بالخطأ وليس بشكل متعمد.
لكن وفي المؤتمر الصحفي اليومي الذي يلقيه ترامب قال بخصوص هذا الأمر:
“إذا كان الأمر ناجما عن خطأ، فالخطأ ليس إلا خطأ. أما إذا كانت مسؤولة عن عمد، إذن بالتأكيد يجب أن تكون هناك عواقب”.
هذا ولم يعط ترامب المزيد من التفاصيل عن الإجراءات التي قد تتخذها الولايات المتحدة، في حال ثبت أن الصين تعمدت نشر هذا الفيروس.
وباء كورونا يدفع سلطات مدينة بكين الصينية الى حظر صيد واستهلاك الحيوانات البرية
2_ أمريكا هي من نشرت هذا الفيروس في الصين لإضعاف اقتصادها :
هناك أصحاب نظرية مؤامرة أخرى تتهم الولايات المتحدة الأمريكية بنشر الفيروس في الصين عن طريق الجيش الأمريكي خلاله مشاركته في بطولة عسكرية في الصين.
والهدف من ذلك هو اضعاف وانهاك الاقتصاد الصيني الذي يهدد الاقتصاد الأمريكي.
ولعل أكثر من ساهم في تعزيز هذه النظرية هو المتحدث باسم الخارجية الصينية “زهاو ليجيانغ” عندما غرد في مارس الماضي بالانجليزية على صفحته بتويتر متسائلا:
“متى ظهرت أول حالة في الولايات المتحدة؟ ما هو عدد الحالات هناك؟ ما هي أسماء المستشفيات التي تتعامل مع تلك الحالات؟
ربما يكون الجيش الأمريكي هو الذي أحضر الفيروس إلى ووهان.
نرجو أن تتحلوا بالشفافية، وأن تنشروا ما لديكم من بيانات! وأعتقد أن الولايات المتحدة مدينة لنا بتفسير.”
مدينة نيويورك تلجأ الى السجناء لحفر قبور جماعية لضحايا فيروس كورونا مقابل 6 دولارات في الساعة
3_ تقنية 5G ساهمت في انتشار فيروس كورونا :
يعتقد أصحاب هاته النظرية أن تقنية 5G ما هي إلا سلاحا عسكريا هدفه القضاء على أكبر عدد من الناس للتمهيد للنظام العالمي الجديد.
ويعتقد هؤلاء أيضا أن أبراج اتصالات الجيل الخامس تصدر أمواجا كهرومغناطيسية تضعف جهاز المناعة.
الشيء الذي يؤدي الى سهولة الإصابة بفيروس كورونا.
المثير في الأمر أن بعض المتشددين من المؤمنين بهاته المؤامرة في بريطانيا وهولندا، قاموا بإحراق بعض أبراج الاتصالات.
أعمال العنف هذه تُظهر مدى اعتقاد وتصديق الناس بهاته النظرية ومدى تأثيرها عليهم.
غير أن منظمة الصحة العالمية نفت هذه الشائعات وقالت بأن شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة لا تساهم في انتشار كوفيد 19
وأضافت المنظمة أن الفيروس استطاع الانتشار في عدة دول لا توجد فيها شبكات 5G
“شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة لا تساهم في انتشار مرض كوفيد-19.
لا تستطيع الفيروسات الانتقال عبر موجات الراديو أو شبكات الهواتف المحمولة.
ينتشر مرض كوفيد-19 في العديد من البلدان التي لا توجد فيها شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة.”
صفحة منظمة الصحة العالمية على فيسبوك
https://www.facebook.com/WHOEMRO/posts/2845120722203394
4_ معهد باستور هو المسؤول عن انتاج فيروس كورونا :
في شهر مارس الماضي انتشر مقطع فيديو أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص فرنسي يقدم معطيات مفادها أن فيروس كورونا تم اختراعه من طرف معهد باستور الفرنسي.
وأشار صاحب الفيديو الى أن المعهد يمتلك براءة الاختراع مسجلة باسم علماء يشتغلون في المعهد
مشيرا الى مصادر يدعي أنها تثبت صحة كلامه.
وأضاف أن الفيروس تمت تجربته من قبل على الحيوانات منذ سنة 2004
الفيديو أثار ضجة كبيرة، وجعل العديد ييعتقدون بصحة ما جاء فيه
مما اضطر معهد باستور للخروج ببيان مفصل حول الموضوع مشيرا الى أن براءة الاختراع تلك هي مسجلة في لقاح لفيروس سارس.
ونفى البيان كل الاتهامات الموجهة لمعهد باستور واعتبر أن الفيديو تآمري والمعلومات الموجودة فيه كاذبة.
يمكن الاطلاع على بيان معهد باستور حول هذه الإتهامات الموجهة له بخصوص اختراع فيروس كورونا عبر هذا الرابط.
5_ النظام العالمي الجديد:
أصحاب هاته النظرية يعتقدون أن فيروس كورونا تم نشره من طرف جهات متحكمة في العالم.
وذلك حتى يسهل عليهم اعلان النظام العالمي الجديد.
فحالة الطوارئ والحجر الصحي التي فرضتها الحكومات على شعوبها.
هي مجرد وسيلة لتمرير قوانين واتفاقيات سرية من شأنها تسهيل عملية الإعلان عن النظام العالمي الجديد.
ويعتقد أصحاب هاته النظرية أن النظام العالم الجديد سيكون أسوأ من سابقه
حيث ستسود حكومة عالمية واحدة تتحكم في كافة شعوب الأرض، وتستعبدهم خير استعباد في غياب تام للمعارضة والتفكير الحر
هاته النظرية تبدو أقرب الى كتاب 1984 لكاتبه جورج أورويل الذي يتحدث في روايته عن سيطرة حكومة عالمية على الشعوب محدثة فيهم أسوأ أنواع التضييق على الحريات وخرق حقوق الإنسان.
هناك من يتهم منظمة بيلدربيرغ السرية كونها منظمة تجمع أهم الزعماء والشخصيات ذات نفوذ في العالم في اجتماع سنوي يمنع على الجميع الاطلاع على مضامينه.
https://www.facebook.com/522458607878947/videos/2328965420655539/
لماذا يميل الناس لتصديق نظريات المؤامرة بدل تصديق ما هو رسمي؟
يمكن تفسير هذا الأمر بغياب عامل الثقة بين المواطن والمؤسسات الرسمية.
فعندما يرى المواطن العادي أن أمريكا عن طريق رئيسها تشكك في منظمة الصحة العالمية وتتهمها بالتغطية على الأرقام الحقيقية لعدد ضحايا فيروس كورونا.
فهذا يجعله أيضا يشكك في مصداقية هذه المؤسسة، ولو أنه أيضا يشكك في مصداقية أمريكا كدولة.
عندما يرى المواطن البسيط مواقف الأمم المتحدة الغير محايدة في العديد من القضايا الأممية
فهذا يجعله يشكك في جميع المعلومات الصادرة عنها.
عندما يلاحظ المشاهد أن الصحافة بكل أنواعها (المسموعة والمقروءة والمرئية) تنشر أخبارا زائفة أو غير محايدة هدفها توجيه الرأي العام نحو بروباغندا معينة
فهذا يدفعه للتتشكيك في الاعلام التقليدي بشكل عام.
بالإضافة الى ذلك عندما يكون المتهم هو القاضي فهذا يجعل من المحاكمة محاكمة غير عادلة.
فأصحاب نظريات المؤامرة يتهمون منطمة الصحة والأمم المتحدة والحكومات بنشر هذا الفيروس.
وعندما ترد هاته الجهات على هذه الاتهامات فإنها لا تُقبل وذلك ببساطة لأنها هي المتهمة ولا يمكنها أن تكون القاضي.
وبالتالي فإن نظريات المؤامرة هي دوامة غير منتهية من الاتهامات والتشكيك والنفي والتشكيك في النفي
وبذلك لا أحد يستطيع اثباتها ولا أحد يستطيع نفيها.
وبالتالي يصدق عليها ما قاله عالم الأحياء البريطاني ريتشارد دوكنز في كتابه.
“الفكرة التي لا تستطيع اثباتها وفي نفس الوقت لا تستطيع نفيها .. هي فكرة هراء.”