الاتفاق العالمي للهجرة ..اتفاق جديد بين 180 دولة سيعقد في المغرب لتسهيل الهجرة النظامية
الاتفاق العالمي للهجرة هو موضوع الساعة الذي يتحدث عنه المهاجرون والمواطنون الأوروبيون والمتظاهرون في فرنسا والسياسيون الأوروبيون والكنديون والأستراليون والأمريكيون والأفارقة والأمم المتحدة….
اتفاق سيبرم في المغرب وبالضبط في مدينة مراكش يومي 10 و11 ديسمبر 2018 من أجل ابرام اتفاق عالمي حول الهجرة وسبل تنظيمها.
ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟ وهل تعرف شيئا عن البنود التي يتضمنها؟ وهل تعرف الدول المشاركة فيه؟ وما تأثيره على المهاجر؛ هل سيكون ايجابيا أو سلبيا؟
لا تقلق فهدفنا من وراء هذا المقال هو أن تتعرف على هذا الاتفاق بكل تفاصيله، لأنه اتفاق جد مهم وهو حدث عالمي سجمع صناع القرار من مختلف جنسيات العالم للاتفاق حول تسهيل الهجرة الآمنة المنظمة والمنتظمة.
ماذا يعني الاتفاق العالمي للهجرة بالنسبة للمهاجرين؟
أنشئ هذا الاتفاق، وهو الأول من نوعه، لتدبير وتسيير الهجرة الدولية بكل أشكالها بشكل أفضل،
وذلك من أجل التكفل بحقوق جميع المهاجرين مع ضمان مصالح الدول والمجتمعات.
ويتضمن الاتفاق الشامل عددا من الأهداف والتدابير من أجل تيسير الهجرة بشكل آمن ومنظم ومنتظم، مع الحد من الهجرة غير المنظمة (الهجرة السرية أو الغير شرعية) وآثارها السلبي على المهاجرين وبلدان الاستقبال.
يستند هذا الاتفاق في مبادئه على ميثاق الأمم المتحدة، وميثاق حقوق الإنسان، وغيرهما من المعاهدات الدولية، وإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين الذي تعهدت فيه الدول باعتماد هذا الاتفاق بشأن الهجرة.
فبعد مفاوضات دولية وعملية تحضيرية استغرقت عاما ونصف.
اتفقت الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة 13 يوليو 2018 على نص الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.
هذا الاتفاق سيعتمد رسميا في مؤتمر رفيع المستوى في مراكش في المغرب في 10 و11 دجنبر 2018.
يمكن الاطلاع على نص الاتفاق العالمي للهجرة الذي سيتم اعتماده بالدخول الى هذا الرابط.
هذا الاتفاق مكتوب طبعا باللغة الانجليزية، ولم تصدر بعد أية ترجمة رسمية له باللغة العربية.
لكن سنحاول أن نقرب القارئ الكريم بأهم ما جاء فيه، ونستعرض أبرز المعلومات التي قد يتساءل عنها جميع الأشخاص.
أهم ما جاء به الاتفاق العالمي للهجرة :
يبدأ الاتفاق بمقدمة أو ديباجة فيها تاريخ تدوين الاتفاق والأعضاء الموقعين عليه…
ثم ذلك يتطرق الى بعض المبادئ الخاصة بهذا الاتفاق والتي تشير الى أن الاتفاق يحترم السيادة الوطنية لكل دولة.
كما يشير الى أنه اتفاق غير ملزم وليس بمعاهدة
بعد ذلك يتم ادراج 23 بندا من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة حيث تشمل الأهداف التالية:
- الحد من العوامل الهيكلية للهجرة الغير قانونية؛
- تعزيز طرق الهجرة الآمنة والقانونية؛
- مكافحة تهريب الأشخاص والاتجار بهم عبر الحدود؛
- تكثيف التعاون في ادارة الحدود؛
- الحرص على حماية حقوق المرأة والطفل؛
- ضمان الوصول الى الخدمات الأساسية.
هل هذا الاتفاق يعترف بحق الهجرة؟
الأمم المتحدة تعترف في قوانينها أن الهجرة ليست جريمة ولا يجب معاقبة مرتكبيها.
لكن الاجراءات التي تتخذها كل دولة بخصوص ملف الهجرة قد تكون صعبة شيئا ما، ما يؤدي الى التفكير في الهجرة الغير نظامية.
لذلك فإن هذا الاتفاق يعمل على تعزيز طرق الهجرة المنظمة والنظامية.
كما يشمل هذا الاتفاق تقديم الدعم للمهاجرين في حالة خطرة خصوصا الأطفال.
هل هناك معارضون لهذا الاتفاق؟
الغالبية العظمى من أعضاء الأمم المتحدة من المنتظر أن يوافقوا على هذا الاتفاق في قمة مراكش.
لكن هناك دول تعارض الاتفاق وغير مستعدة للتوقيع عليه، ومن بين هاته الدول نجد:
- أستراليا؛
- المجر؛
- النمسا؛
- اسرائيل؛
- الولايات المتحدة الامريكية؛
هاته الدول ودول أخرى اعتبرت أن هذا الاتفاق سيضر بسياسة الهجرة التي يتبعونها.
من جانب آخر نجد الأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا تعارض هذا الاتفاق وتعتبره يشكل تهديدا على أوروبا، لأنه سيفتح الباب أمام العديد من المهاجرين.
ومن أهم منتقدي الاتفاق نجد مرشحة الرئاسة السابقة في فرنسا ورئيسة حزب الجبهة الوطني ماري لوبان التي ترى أن هذا الاتفاق يمر بطريقة صامتة وسيمرر بنودا تضر بمصالح أوروبا.
وعلى الصعيد الاجتماعي الأوروبي فإن هناك تخوف من هذا الاتفاق بسبب أنهم يرونه تهديدا على أمن أوروبا وعلى مستقبلها.
في فرنسا مثلا فإن الاحتجاجات الأخيرة ضد سياسات ماكرون تناولت أيضا هذا الاتفاق، حيث طالب المحتجون الرئيس بالانسحاب منه، بسبب أن الاتفاق سيعرض فرنسا لمخاطر أمنية واقتصادية واجتماعية.
هذا الفيديو يظهر كيف يرى المواطن الفرنسي الاتفاق العالمي للهجرة
إذن هذا الاتفاق الذي سيحتضنه المغرب سيكون حدثا عالميا له وزنه، لكن تمرير الاتفاق يواجه بعقبات كبرى قد تساهم في افشاله.
هل هذا الاتفاق هو لصالح المهاجر أم لا؟
لا ندري؛ فهو على مايبدو أمر جيد للمهاجرين ولكن لا نعلم ما في طياته.
هل هذا الاتفاق هو لصالح أوروبا والدول التي تستقبل المهاجرين.
أيضا لاندري فألمانيا مثلا تقول أن الهجرة تساهم في نمو اقتصادها، لكن عدد كبير من المواطنين لا يبدون متفائلين بهذا الاتفاق.
بين مؤيد لهذا الاتفاق ومعارض له سننتظر ما ستؤول اليه الأوضاع يومي 10 و 11 ديسمبر 2018 في مدينة مراكش المغربية.
واذا ما تمت الموافقة عليه فإن تنفيده سيكون في شهر يناير من سنة 2019.
المصادر:
• المركز الألماني للإعلام.. وزراة الخارجية الألمانية
• رويترز
• مصدر الصورة من موقع : arabyoum.com