الهجرة

قصة لاجئ سعودي.. كيف حصلت على حق اللجوء في النمسا بعد فراري من السعودية

اللجوء في النمسا .. متابعي موقع أمجد سنقدم لكم قصة شاب سعودي فر من السعودية وأصبح لاجئا في النمسا بعدما عانى الويلات في بلده بسبب مواقفه السياسية.

هاته القصة أرسلها إلينا هذا الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، وشرح لنا فيها المراحل التي قام حتى تمكن من الحصول على حق اللجوء في النمسا.

قصة لاجئ سعودي حصل على حق اللجوء في النمسا :

اسمي (م ن) 31 سنة، مطور برمجيات سعودي الجنسية وحاصل على حق اللجوء في النمسا.

في سنة 2015 بدأت السعودية بشن غاراتها على دولة اليمن الشقيق تحت ذريعة محاربة أنصار الله الذين يعرفون باسم “الحوثيين”.

وبطبيعة التربية الدينية التي تربيت عليها كنت أؤمن أنه لا يجب التعدي على قوم أو شعب لم يبادرك بالحرب، خصوصا إن كان هذا الشعب مسلما.

وبطبيعة الحال كانت الصور التي تأتينا من وسائل الإعلام التي لا تتبع لبلدي جد بشعة، فرؤية الأطفال يموتون وتحطم البيوت من فوق رؤوسهم كان يحرك في كل مشاعر الغضب ضد حكومة بلدي.

كنت أستنكر هذا العدوان نهارا جهارا في البيت وفي المسجد وأمام زملاء عملي، وفي كل مكان.

كنت أعرف أن موقفي هذا سيجني علي المشاكل، لأن كل من يعارض الحرب في اليمن يتم التشكيك في وطنيته وولائه لبلده.

وبالفعل تلقيت تهديدا عبر رسالة صوتية على واتساب من أشخاص مجهولين يطلبون من التخلي عن هذا الموقف أو أنني سأندم.

الرسالة الصوتية سجلتها واحتفظت بها لأنني كنت أعلم أني سأحتاجها.

لكن هذا التهديد لم يثنني عن قول الحق، فلقد كثفت من معارضتي لهذه الحرب، الى أن جاء يوم وغردت تغريدة على تويتر أستنكر فيها مايقع في اليمن.

وكانت النتيجة أنه تم اعتقالي بعد ذلك بساعات بتهمة دعم الحوثيين وتلقي أموال من الخارج من شأنها أن تضر بأمن واستقرار البلد.

قضيت 3 أشهر في السجن، بعد تدخل هيئات خارجية في ملفي.

بعد خروجي من السجن وجدت أن مسألة بقائي في السعودية قد تعرضني الى الخطر أو الى مشاكل لا تحمد عقباها.

لذلك قررت الخروج منها وطلب اللجوء في دولة أوروبية.

السفر الى النمسا عن طريق فيزا سياحية:

مكثت طيلة سنة تقريبا وأنا أحتفظ بآرائي لنفسي، حتى أبعد أعين السلطات علي، وفي تلك المرحلة كلها أبحث عن الدولة التي تناسبني لأطلب فيها اللجوء.

أول شيء قمت به هو أنني توجهت الى دولة قطر، حيث أن قطر في تلك المرحلة لازالت كالسمن على العسل مع السعودية.

ومن هناك قمت باستخراج فيزا سياحية الى النمسا التي ستبدأ معها قصتي.

كيف تقدمت بطلب اللجوء في النمسا في المطار؟

بمجرد دخولي الى التراب النمساوي عن طريق فيزا سياحية، قمت بتسليم نفسي الى أحد الضباط في المطار وأخبرته أني أريد الحصول على اللجوء في النمسا.

الضابط قام بدوره باخبار السلطات المختصة التي قامت بفتح تحقيق معي لمعرفة السبب الذي جعلني أدخل الى النمسا وأطلب اللجوء فيها.

وبعد تحقيق قصير قاموا بمنحي بطاقة شخصية بعد أن قاموا بأخذ جواز سفري وتسليمي إيصال على أساس أني سلمت لهم الجواز.

ماهي الأسئلة التي طرحت عليك عندما قدمت طلبك؟

الأسئلة كانت مختلفة متنوعة فمثلا سألوني عن :

  • اسمي ولقبي
  • اسم الوالد والوالدة.
  • جواز السفر الخاص بي.
  •  لغتي الأصلية.
  • ديانتي.
  • سألوني هل لدي شهادة حسن السيرة.
  •  هل قمت بأداء الخدمة العسكرية في بلدي الأصلي أم لا،
  • ما هي الهواية أو الرياضة التي أحبها.
  •  هل يوجد لديك أحد الأقاربك أو المعارف في النمسا.
  • معلومات عني وعن أسرتي وعن أعمارهم وبعض المعلومات الأخرى.
  •  كيف وصلت إلى النمسا من بلدي الذي خرجت منه.
  • لماذا قدمت طلب اللجوء إلى النمسا بالتحديد.
  • سألوني هل يوجد أشخاص يلاحقونني الآن ومن هو هذا الشخص وأين يعيش.
  • ما كمية المال الذي أملكه معي.
  •  هل قمت بتقديم طلب اللجوء إلى أي بلد آخر من بلدان الإتحاد الأوروبى
  •  هل أستطيع العودة إلى بلدي الآن
  • سألوني هل أتوصل برسائل تهديدية من طرف مؤسسات أو أشخاص في بلدي.

كيف كانت إجابتك؟

إجابتي كانت تعتمد على الصدق فلم أحاول الكذب عليهم في أي معلومة.

ثم أن كل شيء أخبرتهم عني بخصوص اضطهادي في بلدي كان بالدليل

فلقد قدمت لهم الدليل على تعرضي للإضطهاد، بالإضافة الى المدة التي قضيتها في السجن بسبب آرائي، بالإضافة الى صورة بلدي من ناحية حقوق الإنسان التي لا تخفى على أحد.

هل يمكن أن تحدثنا عن المراحل التي مر منها ملف طلبك؟

بعد قبول طلبي باللجوء في النمسا أرادوا ترحيلي الى معسكر خاص باللاجئين حيث يتم فيه اجراء بعض الكشوفات الطبية وتقديم بعض متطلبات المعيشةوأخذ صورللهوية.

أنا ولله الحمد ميسورا ماديا لذلك أخبرتهم أنني باستطاعتي أن أكتري شقة لأقيم فيها طيلة المدة التي سيدرس فيها طلبي.

بعد ذلك قامت السلطات بتحديد موعد لي مع المحقق المسؤول عن قضيتي والذي سأجري معه المقابلة.

أسئلة هذه المقابلة كانت شبيهة بالأسئلة التي طرحت علي عند تقديمي لطلب اللجوء.

في المقابلة كان المسؤول عن قضيتي يطلب مني أقص له قصتي بالتفاصيل المملة، وكان يركز على كل كلمة أنطقها.

كان يدون كل شيء وكان يسألني سؤالا فأجيب عنه، ثم بعد مرور بعض الوقت يعود فيسألني نفس السؤال، لعله يجد في قصتي تناقضا.

ماذا بعد اجراء هذه المقابلة؟

الحمد لله تمت المقابلة بسلام شعرت أن كلامي أقنع المسؤول،

لذلك بعد المقابلة تم منحي بطاقة هوية بيضاء التي منحتني المزيد من الحرية

عند حصولي على بطاقة الهوية البيضاء انتظر مدة 5 أشهر ليتم الرد علي

وللإشارة فالمدة التي يتم الرد فيها على طلبات اللجوء تكون من شهر الى 8 أشهر تقريبا وقد تطول المدة بحسب ملف كل شخص.

وبخصوص قضيتي فقد تم قبول طلبي بـ اللجوء في النمسا، وأنا الآن أتمتع بكل حقوقي.

كما قامت السلطات النمساوية بمنحي الإقامة لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *