لحظات لن تعود ..
ما يبحث عنه الناس فعلا ويسمونه السعادة ما هو الا السكون والطمأنينة والمتعة التي تأتي لحظة بلحظة
ماذا لو تركت كل شيء واستمتعت ولو للحظة بالجمالية الحقيقية للزمان والمكان ؟
من الوهلة الاولى لا يبدو السؤال ذا أهمية، لكن في العمق يتبين لنا العكس .. كم من لحظة جميلة غادرتنا بينما كنا نحن منشغلين بتوثيقها بدل أن نعيشها .
العيش في اللحظة، يعني ان تحضري في اللحظة و تعيشيها على أكمل وجه دون أن تفكري في ماض او مستقبل ، أن تقومي بما تقومين به بكل وعي، أن تعطي المهمة كاملة حقها من فكرك دون ان تظلميها بالتفكير في شيء آخر، ان تركزي تماما فيها ..
لا يوجد شيء بعيد نريد ان نصله يسمى السعادة … ما يبحث عنه الناس فعلا ويسمونه السعادة ما هو الا السكون والطمأنينة والمتعة التي تأتي لحظة بلحظة، وليس في مكانٍ ما في المستقبل البعيد الذي لا نملك أي ضمان له اصلاً ..
بتيقّظك للحظة ستحبين وقت العائلة أكثر، ستخشعين في صلاتك أكثر، وستكتشفين كم الطعام لذيذ!
وبعضنا عقلها لم يعش في “الآن” ولا مرّة! دائمًا مشغول بما حصل في الماضي أو قلِقٌ لما سيحصل في المستقبل ..
ستجدين دائمًا شيئًا ما -ربما عدة أشياء- تشغل بالك في أي لحظة. وهذا بالضبط، عكس العيش في اللحظة، فهذه الأشياء تحتل المساحة من عقلك التي يجب أن تمتلئ بما تفعلينه الآن. وهكذا قد تعيش الواحدة طوال حياتها وهي لا تعيشها أبدًا، وذلك حين تكون في كل لحظة تفكر بشيء آخر ..
قد يأخذ ذلك بعض الوقت لتتمرّني أن تتذكري دائمًا أن تعيشي في اللحظة،قومي بشيء واحد في اللحظة الواحدة
عندما تتناولين الطعام، تناولي الطعام فقط. عندما تقرئين، اقرئي فقط.
عندما تجلسين مع أطفالك، كوني معهم كليًّا. وهكذا .. أعطي كل فعل حقّه، واندمجي تمامًا فيه، وتمرّغي بمشاعره! ولا تدخلي عدة أشياء في الوقت الواحد ..
ما مضى من العمر لن يعود، وما بقي إلا القليل ..
لحظات العمر قليلة، حتى لو أن رأيتها مديدة !