توتر غير مسبوق بين السعودية وكندا .. بماذا ستنعكس هذه الأزمة على السعوديين الذين يرغبون في الهجرة الى كندا؟
السعودية وكندا تخطفان الأضواء من بين جميع الأخبار العالمية بسبب الأزمة التي حصلت بينهما أمس الأحد 5 غشت 2018 بسبب موقف الحكومة الكندية من حملة الاعتقالات التي تشنها السعودية على النشطاء في مجال حقوق الإنسان.
فبحسب تغريدة منسوبة للسفارة الكندية في الرياض، عبرت فيها عن قلقها العميق إزاء الاعتقالات الاضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية.
كما طالبت السفارة السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن جميع النشطاء في مجال حقوق الإنسان.
تشعر كندا بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في #السعودية ، بما في ذلك #سمر_بدوي . نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم فوراً وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال #حقوق_الانسان.
— Canada in KSA (@CanEmbSA) August 5, 2018
بسبب هذه التغريدة السعودية وكندا تدخلان في أزمة دبلوماسية:
بسبب هذه التغريدة أعلنت السعودية استدعاء سفيرها في كندا، وفي المقابل قامت بطرد السفير الكندي في الرياض.
واعتبرت وجوده في أراضي المملكة غير مرغوب فيه وعليه مغادرة السعودية خلال 24 ساعة.
هذا بالإضافة الى أنها أعلنت عن تجميد كافة تعاملاتها التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا.
الرد القوي من الجانب السعودي جاء على شكل بيان من وزارة الخارجية السعودية.
حيث ورد في البيان أن السلطات السعودية اطلعت على ما صدر عن السفارة الكندية في الرياض
وأيضا اطلعت على ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية بخصوص موضوع نشطاء المجتمع المدني.
واعتبرت السلطات هذا الموقف سلبيا واستغربت من تدخل كندا في الشؤون الداخلية للدول.
كما وضحت الخارجية السعودية أن اعتقال النشطاء كان عن طريق النيابة العامة بسبب ارتكابهم لجرائم تستوجب ايقاف مرتكبيها.
وأكدت أن الإيقاف جاء في اطار القانون وضمن الحقوق المعتبرة شرعا ونظاما.
وأنها توفر لهم جميع الضمانات لتحقيق محاكمة عادلة لهم.
التحذير كان اللغة السائدة في البيان السعودي:
السعودية بحسب ما جاء في البيان اعتبرت الموقف الكندي تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للدول ومخالفا للأعراف الدولية.
كما اعتبرته تجاوزا كبيرا على مؤسسات الحكم في المملكة وتعديا على السلطة القضائية وعدم احترام للسيادة السعودية.
وكانت عبارة “الإفراج فورا” من أكثر الأشياء التي ابدى فيها البيان السعودي استياءه معتبرا أنه هجوما على السعودية.
وهذا الهجوم يستوجب اتخاذ موقف حازم يكون رادعا لكل من يحاول المساس بسيادة السعودية.
وبلغة التحذير اختتم البيان السعودي وكان كالتالي:
“ولتعلم كندا وغيرها من الدول أن المملكة أحرص على أبنائها من غيرها”
بهذا استدعت السعودية سفيرها في كندا واعطت للسفير الكندي في الرياض مهلة 24 ساعة لمغادرة التراب السعودي، وأيضا تجميد المعاملات التجارية والاستثمارية مع كندا.
واضافت أن أنها تحتفظ بحق الرد في أية اجراءات أخرى.
بماذا ستنعكس هذه الأزمة على السعوديين الذين يرغبون في الهجرة الى كندا؟
الأزمة التي عصفت بالعلاقة الدبلوماسية بين السعودية وكندا يتخوف منها العديد من المواطنين السعوديين الذين يرغبون في الهجرة الى كندا، خصوصا اذا تطور الوضع.
لكن لحد الساعة فهذا التخوف ليس له أي مبرر فالسلطات الكندية لم تخرج بأي قرار.
هذا بالإضافة الى أن برنامج الهجرة الكندي لا علاقة له بالسياسة ولا يعتمد على الإقصاء بسبب الانتماء الى جنسية ما.
رب ضارة نافعة:
من الأشياء التي قد يستفيد منها بعض المواطنين السعوديين من الأزمة بين السعودية وكندا هي مسألة اللجوء.
خصوصا إذا كان هؤلاء المواطنون من نشطاء حقوق الإنسان أو من يدافعون عن الحوق الفردية أو معارضين للنظام السياسي في السعودية.
كل هؤلاء الأشخاص سيصبح بامكانهم الحصول على اللجوء في كندا لأن السلطات الكندية أصبحت مقتنعة بأن النظام السعودي يمارس القمع على كل صوت معارض للسياساته.
في السابق كان من الصعب على المواطن السعودي طلب اللجوء في كندا بسبب أن الصورة التي يروجها النظام والتي تُظهِر أن المواطنين يعيشون في رفه وأمن وآمان.
وهاته من الأمور التي كانت تجعل ملف السعوديين لطلب اللجوء مشكوكا فيه.
هذا بالإضافة الى أن ضغط السلطات السعودية على السلطات الكندية بعدم قبول بعض طلبات اللجوء لشخصيات سعودية كان يصعب المأمورية أيضا.
الآن وبعد هذه الأزمة لم يعد هناك من سبب تتذرع به السلطات الكندية لرفض طلبات اللجوء من السعوديين الذي سيفرون من بلدهم بسبب الاضطهاد الذي يعانون منه في بلدهم.